الفرق بين المراجعتين ل"فلسفة العلم والفلسفة الوجودية"

من Wiki Tanweer
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
(اضافة مصدر)
 
سطر ١: سطر ١:
ان كل من العلم والفلسفة يمثلان مصدرين أساسيين من مصادر المعرفة، ولاغنى لإحداهما عن الأخر. ورغم ذلك غالبا ما يتم الخلط بين العلم والفلسفة وهذا خطا شائع. ويجب أن نوضح اختلاف طبيعة العلم عن الفلسفة لان التناول العلمي لقضية ما يختلف تماما عن التناول الفلسفي لها. ونشير إلى حقيقة تاريخية هامة وهي ان العلوم نشأت في أحضان الفلسفة وهذا الامر قد وضح في مدرسة أيونيا عند الفلاسفة الطبيعيون الأوائل أمثال طاليس وغيره، ولقد كانوا يبحثون عن المصدر الأساسي والعنصر الجوهري الذي يقف وراء التغيرات التي تحدث في الكون. ورغم الاختلاف بين طبيعة العلم والفلسفة إلا انه يوجد بعض الفلاسفة حاولوا الخلط بينهما في محاولة لتغيير طبيعة الفلسفة لتتفق مع طبيعة العلم ومن هولاء الفيلسوف هيجل الذي قال أن الأمر الذي عقدت عليه العزم هو المشاركة بجهدي في أن تقترب الفلسفة من هدفها وتتمكن من طرح الاسم الذي توصف به وهو حب العلم من اجل ان تصبح علما حقيقيا. ومما لاشك فيه أن من القواسم المشتركة بين العلم والفلسفة والعلاقة بين العلم والفكر الفلسفي ارتبط إلى حد كبير بتطور العلم. ولو رجعنا الي بعض محاورات أفلاطون لتحققنا من أن اكتشاف الفيثاغوريين لبعض الحقائق الرياضية قد كان أصلا من الأصول الهامة التي صدرت عنها نظرية أفلاطون في المثل. وكذلك فلسفة ديكارت مدينة بالكثير من أصولها لما وصل إليه العلم على يد جاليليو. وعلى الرغم من هذه الصلات الوثيقة إلا أن هناك فروق واختلافات جوهرية بين الفلسفة والعلم لا نسطيع أن نغض الطرف عنها منها: يهدف العلم إلى وصف الظواهر وكيفية حدوثها، اما الفلسفة فهي تحاول تفسير ما وصل إليه العلم، إذ ان العلم وصفي والفلسفة هي تفسير للظواهر، فالعلم موضوعي وتجريبي أما الفلسفة فذاتية شخصية، ويمكن القول ان من أهم الفروق ان العلم لا تتجاوز حدوده العالم المحسوس، أما الفلسفة فهي تتجاوز حدود العالم المحسوس إلى ماوراء العالم المحسوس. فالعلم جزئي أما الفلسفة فهي كلية تبحث عن العلل الأولى. إذن العلاقة وثيقة والصلة حميمة بين الفلسفة والعلم ويمكن القول ان العلاقة توافقية وتكاملية رغم اختلاف طبيعة كل منهما عن الآخر، علينا أن نحترم هذا الاختلاف بين طبيعة العلم وطبيعة الفلسفة ولا نحاول أن نختزل أحداهما إلى الأخر، فهما يختلفان لكن لا يؤدي اختلافهما إلى التعارض والصدام، لان طبيعة العلاقة تكاملية يكمل كل منهما الآخر في النظر إلى الكون ولكن كل بمنظاره في الرؤية. فالفيلسوف صاحب رؤية شمولية كلية للكون، أما العالم فهو صاحب رؤية متخصصة جزئية، وليس أدل على التكامل بينهما من (فلسفة العلم) التي تجمع بين العلم والفلسفة في إطار واحد.<ref>جدلية العلاقة بين العلم والفلسفة - د. عماد الدين ابراهيم عبد الرازق [http://elaph.com/Web/opinion/2015/4/1000556.html]
ان كل من [[علم|العلم]] و[[فلسفة|الفلسفة]] يمثلان مصدرين أساسيين من مصادر [[معرفة|المعرفة]]، ولاغنى لإحداهما عن الأخر. ورغم ذلك غالبا ما يتم الخلط بين [[علم|العلم]] و[[فلسفة|الفلسفة]] وهذا خطا شائع. ويجب أن نوضح اختلاف طبيعة [[علم|العلم]] عن طبيعة [[فلسفة|الفلسفة]] لان التناول العلمي لقضية ما يختلف تماما عن التناول الفلسفي لها. ونشير إلى حقيقة تاريخية هامة وهي ان العلوم نشأت في أحضان الفلسفة وهذا الامر قد وضح في مدرسة أيونيا عند الفلاسفة الطبيعيون الأوائل أمثال طاليس وغيره، ولقد كانوا يبحثون عن المصدر الأساسي والعنصر الجوهري الذي يقف وراء التغيرات التي تحدث في الكون. ورغم الاختلاف بين طبيعة العلم والفلسفة إلا انه يوجد بعض الفلاسفة حاولوا الخلط بينهما في محاولة لتغيير طبيعة [[فلسفة|الفلسفة]] لتتفق مع طبيعة [[علم|العلم]] ومن هولاء الفيلسوف هيجل الذي قال أن الأمر الذي عقدت عليه العزم هو المشاركة بجهدي في أن تقترب [[فلسفة|الفلسفة]] من هدفها وتتمكن من طرح الاسم الذي توصف به وهو حب [[علم|العلم]] من اجل ان تصبح علما حقيقيا. ومما لاشك فيه أن من القواسم المشتركة بين العلم والفلسفة والعلاقة بين العلم والفكر الفلسفي ارتبط إلى حد كبير بتطور العلم. ولو رجعنا الي بعض محاورات أفلاطون لتحققنا من أن اكتشاف الفيثاغوريين لبعض الحقائق الرياضية قد كان أصلا من الأصول الهامة التي صدرت عنها نظرية أفلاطون في المثل. وكذلك [[فلسفة]] ديكارت مدينة بالكثير من أصولها لما وصل إليه العلم على يد جاليليو. وعلى الرغم من هذه الصلات الوثيقة إلا أن هناك فروق واختلافات جوهرية بين الفلسفة و[[علم|العلم]] لا نسطيع أن نغض الطرف عنها منها: يهدف العلم إلى وصف الظواهر وكيفية حدوثها، اما [[فلسفة|الفلسفة]] فهي تحاول تفسير ما وصل إليه العلم، إذ ان العلم وصفي والفلسفة هي تفسير للظواهر، فالعلم موضوعي وتجريبي أما الفلسفة فذاتية شخصية، ويمكن القول ان من أهم الفروق ان العلم لا تتجاوز حدوده العالم المحسوس، أما الفلسفة فهي تتجاوز حدود العالم المحسوس إلى ماوراء العالم المحسوس. فالعلم جزئي أما الفلسفة فهي كلية تبحث عن العلل الأولى. إذن العلاقة وثيقة والصلة حميمة بين الفلسفة والعلم ويمكن القول ان العلاقة توافقية وتكاملية رغم اختلاف طبيعة كل منهما عن الآخر، علينا أن نحترم هذا الاختلاف بين طبيعة [[علم|العلم]] وطبيعة [[فلسفة|الفلسفة]] ولا نحاول أن نختزل أحداهما إلى الأخر، فهما يختلفان لكن لا يؤدي اختلافهما إلى التعارض والصدام، لان طبيعة العلاقة تكاملية يكمل كل منهما الآخر في النظر إلى الكون ولكن كل بمنظاره في الرؤية. [[فيلسوف|فالفيلسوف]] صاحب رؤية شمولية كلية للكون، أما العالم فهو صاحب رؤية متخصصة جزئية، وليس أدل على التكامل بينهما من (فلسفة العلم) التي تجمع بين [[علم|العلم]] و[[فلسفة|الفلسفة]] في إطار واحد.<ref>جدلية العلاقة بين العلم والفلسفة - د. عماد الدين ابراهيم عبد الرازق [http://elaph.com/Web/opinion/2015/4/1000556.html]
</ref>
</ref>
=المصادر=
=المصادر=

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٤٣، ١١ نوفمبر ٢٠١٧

ان كل من العلم والفلسفة يمثلان مصدرين أساسيين من مصادر المعرفة، ولاغنى لإحداهما عن الأخر. ورغم ذلك غالبا ما يتم الخلط بين العلم والفلسفة وهذا خطا شائع. ويجب أن نوضح اختلاف طبيعة العلم عن طبيعة الفلسفة لان التناول العلمي لقضية ما يختلف تماما عن التناول الفلسفي لها. ونشير إلى حقيقة تاريخية هامة وهي ان العلوم نشأت في أحضان الفلسفة وهذا الامر قد وضح في مدرسة أيونيا عند الفلاسفة الطبيعيون الأوائل أمثال طاليس وغيره، ولقد كانوا يبحثون عن المصدر الأساسي والعنصر الجوهري الذي يقف وراء التغيرات التي تحدث في الكون. ورغم الاختلاف بين طبيعة العلم والفلسفة إلا انه يوجد بعض الفلاسفة حاولوا الخلط بينهما في محاولة لتغيير طبيعة الفلسفة لتتفق مع طبيعة العلم ومن هولاء الفيلسوف هيجل الذي قال أن الأمر الذي عقدت عليه العزم هو المشاركة بجهدي في أن تقترب الفلسفة من هدفها وتتمكن من طرح الاسم الذي توصف به وهو حب العلم من اجل ان تصبح علما حقيقيا. ومما لاشك فيه أن من القواسم المشتركة بين العلم والفلسفة والعلاقة بين العلم والفكر الفلسفي ارتبط إلى حد كبير بتطور العلم. ولو رجعنا الي بعض محاورات أفلاطون لتحققنا من أن اكتشاف الفيثاغوريين لبعض الحقائق الرياضية قد كان أصلا من الأصول الهامة التي صدرت عنها نظرية أفلاطون في المثل. وكذلك فلسفة ديكارت مدينة بالكثير من أصولها لما وصل إليه العلم على يد جاليليو. وعلى الرغم من هذه الصلات الوثيقة إلا أن هناك فروق واختلافات جوهرية بين الفلسفة والعلم لا نسطيع أن نغض الطرف عنها منها: يهدف العلم إلى وصف الظواهر وكيفية حدوثها، اما الفلسفة فهي تحاول تفسير ما وصل إليه العلم، إذ ان العلم وصفي والفلسفة هي تفسير للظواهر، فالعلم موضوعي وتجريبي أما الفلسفة فذاتية شخصية، ويمكن القول ان من أهم الفروق ان العلم لا تتجاوز حدوده العالم المحسوس، أما الفلسفة فهي تتجاوز حدود العالم المحسوس إلى ماوراء العالم المحسوس. فالعلم جزئي أما الفلسفة فهي كلية تبحث عن العلل الأولى. إذن العلاقة وثيقة والصلة حميمة بين الفلسفة والعلم ويمكن القول ان العلاقة توافقية وتكاملية رغم اختلاف طبيعة كل منهما عن الآخر، علينا أن نحترم هذا الاختلاف بين طبيعة العلم وطبيعة الفلسفة ولا نحاول أن نختزل أحداهما إلى الأخر، فهما يختلفان لكن لا يؤدي اختلافهما إلى التعارض والصدام، لان طبيعة العلاقة تكاملية يكمل كل منهما الآخر في النظر إلى الكون ولكن كل بمنظاره في الرؤية. فالفيلسوف صاحب رؤية شمولية كلية للكون، أما العالم فهو صاحب رؤية متخصصة جزئية، وليس أدل على التكامل بينهما من (فلسفة العلم) التي تجمع بين العلم والفلسفة في إطار واحد.[١]

المصادر

  1. جدلية العلاقة بين العلم والفلسفة - د. عماد الدين ابراهيم عبد الرازق [١]