شك داروين
شك داروين (النشوء المفاجئ لحياة الكائنات وحجة التصميم الذكي) تأليف: د. ستيفن ماير ترجمة: د. موسى إدريس - د. مؤمن الحسن وآخرون، تقديم: د. محمد العوضي، الطبعة: الأولى 2016م - 1437هـ ، عدد الصفحات: 800 . كان داروين يعلم بعد أن أنهى كتابه الشهير (أصل الأنواع) أن هناك حدث محوري في تاريخ الحياة قد يعصف بنظريته، فالبناء الأساسي لنظرية داروين يعتمد على التطور التدريجي البطيء في ظهور الكائنات، لكن ما حدث في الانفجار الكامبري قلب هذا البناء رأسًا على عقب. فمنذ حوالي 530 مليون عام -فيما يعرف اليوم بالانفجار الكامبري-، ظهرت فجأة مجموعة ضخمة من الكائنات، دون أي تدرج يذكر لأسلاف سابقة تتطور بشكل بطيء وتدريجي في سجل الحفريات. الأكثر خطورة من ذلك؛ أن تلك الكائنات التي ظهرت في هذا الوقت المبكر من التاريخ، تمثل المخططات الرئيسية للحياة التي نراها اليوم. أرجئ داروين المعضلة إلى عدم اكتمال السجل الأحفوري آنذاك، وخلال القرنين الماضيين ظل العلماء المتحمسون ينقبون في طبقات الأرض عن ملايين وملايين الحلقات الانتقالية التي تنبأ بها داروين، لبناء شجرة تُصور التحولات التي مرت عبر تاريخ الحياة على الأرض. في (شك داروين) يقص علينا ماير قصة اللغز المحيط بهذا الانفجار المفاجئ لظهور الكائنات الحية. لغز من الطراز الأول، ليس فقط لأن تلك الحلقات الانتقالية المتوقعة لم تظهر إلى الآن، ولكن أيضا لأن العلماء اليوم عرفوا الكثير عن كيفية تشكُّل الكائنات.
واستكمالا لما بدأه ماير في كتابه السابق التوقيع في الخلية من عرض الحجج الإلزامية على صحة نظرية التصميم الذكي، والتي توضح أن أفضل ما يفسر به الخصائص المميزة للكون والحياة، هو وجود سبب ذكي، وليست مجرد عملية عشوائية غير موجهة كالانتخاب الطبيعي، يشرح ماير كيف أن التفسير الأمثل لحدث (الانفجار الكامبري) هو التصميم الذكي أيضًا.
يعتبر (شك داروين) من أهم وأفضل ما كتب مؤخرًا في نقد الداروينية الحديثة كتفسير أوحد لوجود الكائنات الحية على الأرض. ليس هذا فحسب، بل على مستوى الانتشار، حقق الكتاب أعلى مبيعات على أحد أشهر مواقع بيع الكتب -بارنس أند نوبل- قبل صدوره بيوم واحد حتى. ووفقا لنيويورك تايمز فهو الأكثر مبيعا في عام 2013م -العام الذي صدر فيه الكتاب-.
مراجعات وآراء
- إن كتاب (شك داروين) إلى هذه اللحظة أحدث وأدق وأشمل مراجعة للأدلة المبثوثة في كافة المجالات العلمية ذات العلاقة خلال الأربعين سنة التي أمضيتها في دراسة الانفجار الكامبري. إنه بحث آسر في أصل حياة الكائنات وحجة قاهرة لصالح التصميم الذكي. د. ڤولف إيكيارد لونيش (كبير علماء البيولوجيا بمعهد ماكس بلانك لأبحاث تربية النباتات، كولونيا - ألمانيا)
- "... كتاب «شكّ داروين»، لفيلسوف العلوم المشهور جداً «ستيفن ماير»، صاحب الكتاب المشهور «بصمة في الخلية». الكتاب يتحدَّث في الأساس عن الانفجار الكامبري، وهو الظُّهُور المُفاجئ لأنواع كثيرة مُختلفة من الحياة الحيوانية، ممَّا يُعدّ من أشهر الإشكاليات التي تُواجه نظرية داروين، والتي اعترف بإشكاليتها «داروين» نفسه! الكتاب مُنقسم إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول أغلبه هو الأكثر إثارة ومُتعة في الكتاب بالكامل، والقسم الثاني أشبه بتجميعة من الرُّدُود والاعتراضات، وهو قسم علمي ثقيل جداً ومُملّ، وأكثر الملل جاء من النَّقل المُستمر من مؤلَّفات لأعضاء آخرين من مؤسَّسة «ديسكفري»، مثل «جوناثان ويلز»، و «مايكل بيهي»، و «ويليام ديمبسكي»، و «بول نيلسون»، ... أؤكِّد على أنَّ الكتاب مُتخصِّص جداً، وكبير، ويحتوي على مناقشات مُستفيضة للمواضيع المطروحة، ولا ينبغي أن يكون أول ما تقرأ في مجال نقد نظرية التَّطوُّر، وإذا عزمت على قراءته، فتحلَّى بالصَّبر، وجاهد نفسك على إكماله، وإن أخذ منك وقتاً طويلاً، وأُذكِّر على أنَّ القضية ليست مُجرَّد إتمام القراءة، وإنَّما مُحاولة الاستفادة من الطَّرح الموجود في الكتاب قدر المُستطاع، وإلَّا فمُجرَّد القراءة لا شيء فيها!... أغلب الكتاب مفهوم، بنسبة تصل إلى 70 % أو أكثر، وأظنّ أنَّ الكتاب يستحق تقديراً، بين جيِّد، وجيِّد جدًّا، وأنصح «ماير» ... أن يُحاول تبسيط المعلومات المُتخصِّصة بشكل أكبر! وشكراً!" محمد شاهين الناشط الديني صاحب مدونة التاعب.