الانتواع الخادع (كتاب)

من Wiki Tanweer
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الانتواع الخادع.jpg

الانتواع الخادع كتيب فيه مجموعة ردود ونقد لحالات ادعى موقع تطوري فيها حدوث الانتواع

المقدمة

مقدمة الكتاب من كيسي لسكين : ادَّعى قسم الأسئلة المتكررة في أحد أشهر المواقع التطورية (موقع Talkorigins) أنه استعرض عدة حالات رُصد فيها ظهور أنواع جديدة، ولعدة سنوات ظل مناصري الداروينية يروجون لتلك الحالات التي يظنوها أدلة على أنَّ التطور الدارويني قادرٌ على إحداث تغير بيولوجي ذي قيمة. ولكن عند إجراء تحليل دقيق للمنشورات التقنية التي تخص العديد من الأمثلة المناقشة، نكتشف أنَّ تلك الادِّعاءات غير صحيحة على الإطلاق. إلى أولئك الذين يعتقدون أنَّ موقع Talkorigins قد قدَّم دليلا يثبت حدوث تغير ذي قيمة لإثبات قدرة التطور على إنشاء أنواع جديدة (أي: العزلة الإنجابية كاملة) نقدم خالص الاعتذار؛ قد خدعتم لسنوات.

وخلص تقييم الباحث إلى الآتي:

  • لا يوجد أي مثال من الأمثلة يدل على نشوء تغير بيولوجي واسع النطاق Large-Scale
  • أغلب الأمثلة لا تبين إنتاج أنواع جديدة، باعتبار أن (النوع) يعرّف وفقًا للتعريف المعياري (مجموعة كائنات معزولة تناسليًا Reproductively Isolated Population) ويبين مثالٌ واحد فقط إنتاج نوع جديد من النباتات عن طريق التهجين Hybridation وتعدد الصيغ الصبغية Polyploidy، ولكن هذا المثال لا يترتب عليه حدوث تغيير بيولوجي ذي قيمة.
  • فقط أحد الأمثلة يفيد في توثيق إنتاج مجموعة حيوانات معزولة تناسليًا، ولكن دراسات لاحقة قد عكست نتيجته وهي غير مذكورة في الأسئلة المكررة.
  • وبالتالي؛ لا يوجد في الأسئلة المتكررة عن الانتواع مثال واحد صحيح يثبت حدوث الانتواع في الحيوانات؛ أي نشوء مجموعة حيوانات معزولة تناسليًا بشكلٍ تام.

وكتب تنبيهًا مهمًا : وأودُّ أن أشير بداية أني لا أهدف إلى نفي إمكانية حدوث الانتواع في الطبيعة، خصوصًا مع تعريف الانتواع كمجرد وجود مجموعة معزولة تناسليًا، فعند محاولة تقييم القدرة الإبداعية للآلية الداروينية، فهذا التعريف قليل الأهمية، ولكن بالمقابل فإن هدفي فحص ادعاءات قسم الانتواع من الأسئلة المتكررة من موقع مناقشة الأصول، وفي هذا الصدد فإن صحَّ ما ذكره قسم الأسئلة المكررة من أن كثيرًا من الباحثين يشعرون بوجود تقارير وافرة (من الانتواع) في المنشورات، فإنَّ تحليل المنشورات المذكورة في الأسئلة المكررة يقول بأن هؤلاء الباحثين مخطئون.

رغم أن معظم مناقشات قسم الأسئلة المكررة للأوراق البحثية التي يوردها كشواهد دقيقة إلى حد معقول، فإن هذه الأوراق البحثية تعد استشهادًا مخادعًا إن ادَّعى أحدهم بأنه (يناقش عدة حالات لوحظ فيها الانتواع) والناس الذين يعتقدون بأن قسم الأسئلة المتكررة هذا يبين أنَّ العمليات الداروينية يمكنها إحداث تغير بيولوجي واسع النطاق قد ضللوا تمامًا، وفي نهاية المطاف استخدمت الأمثلة المطروحة في الأسئلة المتكررة في موقع Talkorigins بغرض طرح ادعاءات غير دقيقة، وبالتالي فعنوان صفحة الأسئلة المكررة (حالات ملحوظة من الانتواع) لا أساس له.

نموذج من النص

عادة ما يعرف علماء البيولوجيا التطورية مصطلح (النوع)، بأنه مجموعات معزولة تناسليًا من الأفراد، فعلى سبيل المثال، يقتبس قسم الأسئلة من الموقع تعريف عالم الأحياء التطوري المرموق ومناصر الداروينية الجديدة (إرنست ماير) للنوع على أنه: "مجموعات من جمهرات طبيعية تتكاثر فعليًا أو يمكن أن تتكاثر فيما بينها بشكلٍ معزول عن المجموعات المشابهة لها" ويسمى هذا التعريف التقليدي؛ مفهوم النوع البيولوجي. ووفق هذا التعريف القياسي، يستلزم الانتواع نشوء هذه الجمهرة الجديدة المعزولة تناسليًا ولكن هل يستلزم التعريف أي شيء آخر؟

ليس بالضرورة، فمثل هذه التعاريف لا تخبرنا شيئًا عن درجة التغيير الشكلي المورفولوجي أو السلوكي أو المورثي الذي تطور. وبالتالي، فهذا التعريف لمصطلح (النوع) لا يعني بالضرورة حدوث تغير بيولوجي مهم بين الجمهرتين. وفي كثير من الحالات قد تسمى جمهرتين نوعين مختلفين وفق مفهوم الأنواع البيولوجية، مع كون الاختلافات بين الجمهرتين ضئيلة وعلى نطاق صغير، في الواقع: • إحدى الورقات البحثية المذكورة في الأسئلة المتكررة لموقع Talkorigins (دود Dodd، 1989) تصرِّح بوضوح أن الانتواع قد اختزل إلى مجرد العزلة الإنجابية، (فوفق مفهوم النوع البيولوجي، فإن الانتواع أساسيًا هو مشكلة عزلة إنجابية) وتذكر ورقة بحثية أخرى أوردتها صفحة الأسئلة المتكررة (شولتر وناجل Schulter And Nagel، 1995) أنه وفق هذا التعريف فالنوع "يعرف بمعيار العزلة الإنجابية بدلًا من المعايير المورفولوجية". • حتى أنَّ البيولوجي التطوري المرموق تيودوزيوس دوبزانسكي Theodosius Dobzhansky (1972) يعترف أنه وفق هذه الرؤية "فالانتواع قد يحدث دون إعادة ترتيب المادة الوراثية في الصبغيات" و"قد تظهر العزلة الإنجابية بوضوح مع القليل من التمايز المورفولوجي أو دونه". • وبأخذ هذه الاقتباسات والادِّعاءات والتعاريف معًا فإنَّ الأوراق البحثية التي ذكرتها صفحة الأسئلة المتكررة تعترف بأنه وفق مفهوم النوع البيولوجي فإن (الانتواع) لا يتطلب تغيرًا مورفولوجيًا.

وكما ذكرنا فصفحة الأسئلة المتكررة غالبًا ما يتم الإحالة إليها كشاهد صريح أو ضمني لادعاء أنَّ التطور الدارويني قادرٌ على إحداث تغيرًا بيولوجيًا مهمًا، ولكن تعريف صفحة الأسئلة المتكررة (للانتواع) يبدو كاحتيال عندما يستخدم لإثبات ادِّعاءات أكبر في التطور الدارويني بإمكانية تطور البُنى البيولوجية الجديدة والخطط الجسدية والتصنيفات الأعلى Higher Taxa. حتى إن وجدنا مجموعات معزولة إنجابيًا توثق (الانتواع) فإن هذا لا يقدِّم عمليًا أي دليل على أنَّ الآليات الداروينية يمكن أن تنتج صفات بيولوجية معقدة أو تغير على مستوى كبير. وفي الواقع إنَّ الموجودات الأولية لهذا التحليل أنَّ الأمثلة التي أوردتها صفحة الأسئلة المتكررة لا تشهد لأي نوع من التغير يبين أن الآليات الداروينية يمكن أن تنتج جوهريًا أنواعًا جديدة من الكائنات العضوية، أو بُنى بيولوجية مركبة أو تصنيفات أعلى. وأكثر من ذلك فالغالبية العظمى من الأمثلة التي تذكرها صفحة الأسئلة المتكررة لا توثق أصلًا (الانتواع) بحسب مفهوم النوع البيولوجي، إحدى الأوراق البحثية التي ذكرتها صفحة الأسئلة المتكررة من موقع حوار الأصول؛ ورقة (رايس وهوشيرت Rice And Hostert، 1993) تذكر أنَّ "متى تمَّ العزل قبل وخلال أو في مرحلة بعد البيضة الملحقة فقد حدث الانتواع"، ولكن في معظم الحالات التي ذكرتها صفحة الأسئلة المتكررة لم يكتمل العزل قبل أو خلال مرحلة بعد البيضة الملحقة وبالتالي لم يحدث الانتواع، وبالتالي فالنتيجة الإضافية لهذا التقرير هي وجود ورقة بحثية واحدة فقط في كل صفحة من الأسئلة المتكررة قد أوردت واقعيًا عزلًا إنجابيًا كاملًا وبالتالي حالة (انتواع) وفق مفهوم النوع البيولوجي.

إنَّ هذا يدعو للسخرية: فعنوان صفحة الأسئلة المتكررة (حالات مشاهدة من الانتواع) ومع ذلك فالغالبية العظمى من الأمثلة المحللة تبين أن العزلة الإنجابية الكاملة لم تتحقق، وبالتالي فالأسئلة المتكررة تبالغ قي قيمة الدليل، ليس فقط من ناحية التغير المورفولوجي ولكن أيضًا في مسألة الانتواع الحقيقي (أي العزلة الإنجابية الكاملة)، فإن كانت هذه بعض أفضل الأمثلة على (الانتواع) التي يجيدها التطوريين، فلا ريب أنَّ الدليل على التطور الدارويني هزيلٌ.[١]

مصادر

  1. كيسي لسكين، الانتواع الخادع، ص12-16