تصميم الحياة (كتاب)

من Wiki Tanweer
مراجعة ٢٠:٠٦، ٦ يناير ٢٠١٨ بواسطة Abdulla (نقاش | مساهمات) (بداية مقالة مفصلة عن كتاب تصميم الحياة)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الفصل الأول: أصل الإنسان

يبحث الكاتب في هذا الفصل أصل الإنسان ونشأته، مؤكدًا على تفرده وتميزه عن باقي الحيوانات، في حين يحط التطوريون من شأن الإنسان ويعظمون صفاته الشبيهة بالحيوان، منكرين تفرد الإنسان وتميزه الواضح عن باقي الحيوانات. فيرى داروين مثلًا مؤسس علم التطور أن قدرات الإنسان العظيمة عظيمة من حيث الكم لا النوع، فهي نفسها موجودة لدى أقاربه القرود إلا أنها أكبر فقط. فهل هذا هو الحال فعلًا؟ وهل الإنسان فعلًا ليس إلا نسل أسلاف شبيهة بالقرود والتي بدورها ترجع في تاريخها إلى سلف مشترك بدائي؟ القصة التطورية تقول نعم، لكن لنظرية التصميم الذكي سيناريو مختلف.

ما هو التصميم الذكي؟

أي شيء مصمم إن كان لا بد من ذكاء ضروري لظهوره ليطابق بين الوسائل وغاياتها، والذكاء يجعل لكل سبب أو عامل أو عملية غايةً وهدف. فالتصميم الذكي حسب تعريف الكاتب: دراسة الأنماط الموجودة في الطبيعة التي تُفَسَر بالشكل الأمثل عند اعتبارها صنيعة لقوة ذكية. يدحض كثير من علماء التطور التصميم الذكي بداعي أنه غير علمي، لكن الكاتب يرد على ذلك بأن كثيرًا من العلوم تستعمل مبدأ التصميم، فعلم الآثار يستنبط التصميم من آثار الحضارات الغابرة مثلًا. من الأمثلة الأخرى الذكاء الصنعي وعلم الشفرات وغيرها. يستشهد المؤلف أيضًا بمشروع SETI وهو مشروع علمي يحاول الكشف عن آيات الذكاء في الإشارات الراديوية الواردة من الفضاء الخارجي لإيجاد كائنات فضائية ذكية، ثم يستشهد بنظرية الآية panspermia التي تدعي أن هنالك كائنات ذكية زرعت الحياة على سطح الأرض منذ زمن بعيد، وهي نظرية معتبرة في أوساط العلماء بزعم أنها ضمن حدود العلم، رغم أنها بالمثل معتمدة على وجهة نظر أن الحياة على سطح الأرض مصممة. ثم يستعرض المؤلف في خمسة أبواب حجج التطوريين في نشأة الإنسان.

الباب الأول - أحفورات أسلاف البشر

يرى المؤلف في هذه الحجة مغالطة هو قبله فهو سببه post hoc، فمجرد وجود أحفورات لأجناس قريبة إلى البشر لا يعني تطور هذه الأحفورات إلى الإنسان homo sapiens. والتشابه البنيوي لا يثبت التطور كما سيسرد لاحقًا في الفصل الخامس.

الباب الثاني - الشمبانزي ونسبة الـ 98%

وصف المؤلف تجربة اكتشاف وجود تشابه بين الحمض النووي DNA للبشر والشمبانزي بنسبة 98%، والتي يتخذها التطوروين حجة على انحدار البشر والشمبانزي من سلف مشترك شبيه بالقرود. ثم ذكر أن هذه التشابهات ليست مفاجئة، فهنالك تشابهات عضوية، لكن هنالك أيضًا اختلافات جسدية كبيرة، والأهم من ذلك اختلافات هائلة جدًا من حيث القدرات الإدراكية واللغوية والروحية. ثم ذكر أن هذه النسبة مضللة، فهي ضئيلة بالنسبة للبشر وليس الآلة البيولوجية. وضرب مثالًا عن كتابين متشابهين بنسبة 98%. سيبدو الكتابان متطابقين للقارئ البشري لأنه سيسهى عن ال 2% من الأخطاء، لكن في الدنا DNA، تغيير أساس واحد كفيل بالتسبب بتغيرات وظيفية جذرية، والتي قد تكون كارثية أو مميتة حتى، فالتغيرات الجينية الطفيفة قد تعني تغيرات وظيفية كبيرة. إضافة لذلك، يمكن أن يمتلك كائنان جينات شبه متطابقة لكن التعبير عن هذه الجينات مختلف اختلافًا كبيرًا، مؤديًا إلى اختلاف الكائنين اختلافًا كبيرًا. فالبروتينات التي تنتجها الجينات تتآثر مع بعضها في شبكات وظيفية عالية المستوى لا تعتمد على التسلسل وحده فقط. والنظام الجيني معقد ومتداخل ولا يمكن لطريقة التطور بالخطأ والتجربة أن تغيره ببساطة، فلا بد من تغيرات متناسقة ومتعددة، وحصول هذه التغيرات لا يدل إلا على ذكاء يصدر عنه هذا التصميم البديع.

الباب الثالث – فوائد الأدمغة الكبيرة – والصغيرة

يرجع التطوريون اختلاف سلوك البشر عن باقي الحيوانات إلى كبر حجم دماغهم بشكل أساسي. لكن التفسيرات العلمية لحصول ذلك واهية، فترى نظرية الفك السفلي مثلًا أنّ طفرة أدت إلى ضعف الفك السفلي وبالتالي ضعف القدرة على المضغ لكن الجمجمة أصبحت قادرة على النمو بحرية، مفسحة المجال لكبر حجم الدماغ. لو فكرت في هذه الحجة لوجدت أنها مستندة فقط إلى أن توفر المساحة للدماغ أدى إلى نموه وزيادة حجمه. هذه ليس حجة علمية بل خيالات واهية. وهي أقصى ما استطاع التطوريون الوصل إليه، فهم لا يجدون أي سمة حيوية متماسكة يمكنها تفسير الجوانب الإدراكية المميزة لدى البشر. ثم يسرد الكاتب مدى تعقيد الدماغ وتنظيمه، وهي من الجوانب التي يهملها التطوريون عند التحدث عن نشأة دماغ البشر، وبالنسبة لهم، بمجرد أن أصبحت الأدمغة كبيرة ظهرت القدرات الإدراكية المدهشة والجهاز العصبي المعقد. لكن كيف بالضبط؟ لا جواب. أضف إلى ذلك إنّ ارتباط الذكاء بحجم الدماغ ارتباط ضعيف، حيث يظهر البشر ذو الأدمغة الأصغر أو المتضررة قدرات عقلية طبيعية أو فوق طبيعية، فلم يجب التسليم بهذا الارتباط. مثلًا أصيب العالم باستور بحادث واستمر بأبحاثه العلمية وأظهر تشريح دماغه بعد موته أن نصف دماغه كان يعمل فقط. وهنالك مثال آخر لطالب عبقري لكن بين التصوير أن قشرته الدماغية رقيقة جدًا. يرد علماء التطور على هذه الشذوذات بدعوى وجود الكثير من التكرار في الدماغ، واستنتج بعضهم أن هنالك زيادة فائضة في الدماغ. لكن إن كان هذا هو الحال، فلم لم نطور قدرات إدراكية مماثلة دون الحاجة للحصول على أدمغة أكبر؟ فهي تكاليف باهظة دون فائدة ظاهرة، مثلًا يُصّعب كبر الأدمغة مرور الأجنة عبر قناة الولادة مما أدى ويؤدي إلى كثير من حالات الوفاة للجنين والأم عبر التاريخ. لماذا رجحت ميزة الأدمغة الكبيرة مع أن فيها زيادة فائضة على ميزة تيسير الولادة طالما أن المحصلة النهائية واحدة! يختم المؤلف الباب بسؤال آخر لكن ليس آخر هذه الأسئلة، وهو إثبات فائدة الأدمغة الكبيرة، فهل القدرات العقلية الراقية مرتبطة حقًا مع حجم وبنية الدماغ، فلا براهين تجريبية على ذلك أيضًا.

الباب الرابع – اللغة والذكاء

يرى التطوريون أن اللغة لدى البشر ليست إلا تطور لأنظمة التواصل بين الحيوانات – أسلافه المفترضين. ويرون في تجارب تعليم القرود لغة الإشارة دليلًا على ذلك، لكن هل هي كافية حقًا لعزو اللغة للأسلاف المفترضة الشبيهة بالقرود! هل تفهم القرود لغة الإشارة هذه؟ وهل للإشارة التي تستعملها مفهوم نظري في عقلها كما يفعل البشر، بحيث تستطيع توظيف هذا المفهوم في عدد غير محدود من السياقات كالبشر؟ بالتأكيد لا فأنظمة التواصل بين القرود وغيرها من الحيوانات لا صلة لها بلغة الإنسان. شرح ذلك عالم اللغويات نعوم تشومسكي وأكد على تميز وإبداع لغة البشر عن آلية تواصل القرود. ولا نستنتج من تجارب لغة الإشارة لدى القرود سوى ثلاثة أمور: الأول أن القرود تستطيع التعامل بنظام الرموز الذي يعلمها إياه الإنسان وثانيًا أن القردة لا تستطيع التكلم وثالثًا لا تستخدم هذا النظام في الطبيعة (خارج التجربة). أما بالنسبة للذكاء فيرى الكاتب أننا نفهم الواقع والكون بالذكاء، في حين لا يراه التطوريون سوى منتجًا للانتقاء الطبيعي وأداة للبقاء والتكاثر، لكن هل فهمنا للكون يزيد قدرتنا على التكاثر والبقاء؟ وما الفائدة من تعلم الواقع الفعلي للعالم مقارنة باللذة والنفع الآني المباشر وفق مبادئ التطور السائدة؟ عبر داروين عن ذلك، فكتب "يساورني دومًا شك مخيف بأن قناعاتي حول تطور العقل البشري من عقل الحيوانات الأدنى ليست ذات قيمة أو أنها غير موثوقة"

الباب الخامس - الأخلاق

إذا كان الإدراك مفيدًا فماذا عن الأخلاق والإيثار واستعداد الإنسان للتضحية بنفسه من أجل الآخرين؟ كيف يفسر التطور هذه الأفعال؟ يرى التطوريون وبخاصة علم النفس التطوري أن هذه الأسس تسهل بقاء وتكاثر المجتمع ككل. فليست هنالك قيمة خير متأصلة في الكون. ويرى علم النفس التطوري الإيثار في شكلين: الأول انتقاء الأقارب : أي التضحية بالنفس للحفاظ على الأقارب وتعزيز بقاء جينات الفرد، وبالتالي تفضيله تطوريًا. والثاني: الإيثار التبادلي أي وفق مبدأ تحك ظهري وأحك ظهرك. ذكرت رسالة لمجلة نيتشر (2005) عدم قيام الشمبانزي بمساعدة الغرباء حتى لو كانت المساعدة هينة، بعكس البشر. حيث تشير الأدلة التجريبية إلى أن التصرف التعاوني عند الرئيسيات (باستثناء البشر) مقصور على الأقارب والشركاء لتبادل المنفعة. وهنا يجب أن نعيد النظر فيما إن كان البشر قرود معدلة أم نتاج إله خيّر. في التطور، ليس هنالك تبري أخلاقي، والفضيلة ليست إلا تكيف محض، والأخلاق مجرد وهم خدعتنا به جيناتنا. لكن هنالك كثير من الحالات، يسمو فيها البشر فوق منافعهم التكاثرية معرضين أنفسهم لخطر محقق، وفي كثير من الحالات دون مكافئة متوقعة، أو سمعة حسنة. بل يتكتمون على هذه الأفعال أحيانًا. يفسر التصميم الذكي الأخلاق بشكل متوافق مع القانون الطبيعي فهي ليست إلا انسجامًا مع أهداف المصمم التي خلق الإنسان لأجلها.