نقد نظرية التطور
لقد أثيرت الاعتراضات على نظرية التطور منذ أن بدأت تبرز الأفكار التطورية في القرن ال19 عندما نشر تشارلز داروين نظريته حول التطور في كتابه أصل الأنواع عام 1859، والفكرة أن الأنواع نشأت من خلال التوريث مع التعديل من سلف واحد مشترك في عملية يقودها الانتقاء الطبيعي إضافة إلى النظريات التى طرحها جان باتيست لامارك، فصادفت اعتراضات مختلفة على أسس علمية وسياسية ودينية، وأبرزها تلك الاعتراضات التي قادها جورج كوفييه الذي دافع عن الخلق المباشر.
وخلال القرن العشرين استمرت الانتقادات من علماء مختصين وغير مختصين يقودهم دعاة التصميم الذكي القائلين أن بعض الميزات في الكون عموما وفي الكائنات الحية خصوصا من وراءها مصمم ذكي، ويرى المنتقدون أن النظرية بنيت منذ بدايتها على أمرين هما الأدلة الافتراضية وذاك ما اعترف به تشارلز داروين بأنها غير موجودة بالفعل، والأمر الثاني من الأدلة الخاطئة مثل توريث الصفات الجسدية المكتسبة وغيرها، وقد أشار داروين في الفصل السادس من كتابه أصل الأنواع الذي عنونه بصعوبة النظرية ومن ذلك الغياب التام للحفريات الوسطية أو البينية أو الانتقالية بين الأنواع، ولا يعني ذلك إيجاد حفرية أو اثنتين بل من المفترض إيجاد الكثير من الحفريات، يقول داروين في حيرة وشك:
((إذا كانت الأنواع قد انحدرت من أنواع أخرى عن طريق التسلسل الدقيق، فلماذا لا نرى في كل مكان أعدادا لا حصر لها من الأشكال الانتقالية؟ لماذا لا تكون الطبيعة كلها في حالة اختلاط بدلا من أن تكون الأنواع كما نراها محددة تحديدا واضحا؟ ولكن وفقا لما ورد في هذه النظرية، ينبغي أن يكون هناك عدد لانهائي من الأشكال الانتقالية... لماذا إذن لا نعثر عليها مطمورة بأعداد لا تعد ولا تحصى في قشرة الأرض؟ لماذا لا نجد الآن في المنطقة المتوسطة، التي تتسم بظروف حياتية متوسطة، أنواع متوسطة تربط بصفة دقيقة الأشكال البدائية بالأشكال المتقدمة؟...لقد حيرتني هذه الصعوبة منذ فترة طويلة من الوقت)).
الحفريات
إن المشكلة الأساسية في إثبات النظرية تكمن في سجل المتحجرات أي آثار الكائنات الحية المحفوظة في التكوينات الجغرافية للأرض، فلم يكشف هذا السجل قط آثارا للأشكال المتوسطة التي افترضها داروين، وعوضا عن ذلك تظهر الأجناس وتختفي فجأة، ويدعم هذا الشذوذ حجة دعاة الخلق بأن الأنواع قد خلقها الله[١]، كما أن الأدلة العلمية الأولية التي ارتكز عليها تشكيل وبناء التأريخ التطوري للإنسان هي مجموعة صغيرة من العظام، شبّه أحد الأنثروبولوجيين هذه المهمة بتلك التي تعيد بناء سيناريو السلم والحرب اعتمادا على 13 صفحة مختارة عشوائيا[٢]، فلم يعد هناك أي مجال للاعتذار بفقر المتحجرات، إذ أصبحت هذه المتحجرات غنية إلى درجة أصبح من الصعب فرزها وتصنيفها، وأصبح الاكتشاف يسبق عمليات التوحيد والدمج، ومع ذلك فإن سجل المتحجرات لا يزال يحتوي على فجوات كبيرة[٣] ولا يصح ما يعتقد البعض أن الحفريات توفر جزءا هاما من الحجة العامة لصالح التفسيرات الداروينية في تاريخ الحياة[٤].
الاستدلال الدائري
يعتقد المنتقدين أنه ليس هناك حفريات تدعم نظرية التطور بل مجرد استخدام لمغالطات الاستدلال الدائري بمعنى عكس وضع الدليل والنتيجة، حيث لا يصير الدليل هو الذي يقود إلى النتيجة كما في كل النظريات العلمية، ولكن يصير التطور أن تضع النتيجة أولا كنظرية مفروغ منها ثم يتم وضع أي أدلة أخرى، بدءا من الأدلة المزعومة في الحفريات ووصولا إلى الأدلة التي يستغل فيها اليوم علم الجينوم وارتقاء الاكتشافات المتوالية فيه خطوة بخطوة، حيث يتم أيضا استغلال الأعضاء ووظيفتها لصالح التفسير الصدفي التطوري العشوائي، كما حصل في القرن التاسع عشر عندما وضع أحد علماء الداروينية قائمة فيها حوالي 86 عضوا ضامرا أو آثريا على صحة التطور وهو يجهل وظيفتهم في الكائن الحي، ثم مع توالي الاكتشافات العلمية والتشريحية لم يتبقى من هذه القائمة عضو واحد ليس له فائدة بعكس ما افترض مؤيدوا نظرية التطور أنها من بقايا التطور وأنه ليس لها فائدة في جسم الإنسان، وكان من تلك القائمة الغدد الصماء قبل معرفة الهرمونات إلى آخر ذلك مما يعول عليه لجعل النتيجة أولا كحقيقة مفروغ منها ثم تفسير أي شيء على أنه تطور، فاتباع هذا الأسلوب لا يصح لإثبات صحة النظريات بل العكس هو الصحيح أي الدليل ثم النتيجة، فنظرية التطور لم تقدم شيئا للعلم[٥]، ووصفت بأنها أكبر خدعة في تاريخ العلوم[٦]، فالخطأ المنهجي في نظرية التطور في الالتجاء لمغالطة المصادرة على المطلوب، وذلك يجعل المطلوب إثباته أو النتيجة المرجو الوصول إليها هي التطور، ومقدماته أو إحداها التي يجب الاستدلال عليها هي التشابه شيئا واحدا، والمغالطة المنطقية تحصل هنا حينما يتم افتراض صحة النتيجة التي يراد البرهنة عليها في المقدمات سواء بشكل صريح أو ضمني، وحين يتم الاستدلال بالنتيجة المرجو الوصول إليها كحقيقة أولية لبناء هكذا افتراض[٧]. ولهذا فالتطور يقوم على التلفيق لإثبات صحته من بين كل العلوم والنظريات المحترمة، ولعل حادثة العثور على ضرس واحد فقط وعلى الفور تم جعل هذا الضرس دليلا على الحلقة المفقودة في تطور الإنسان وسلفه الماضي غير الموجود أصلا فأسموه رجل نيبراسكا، ثم بعد ذلك اتضح أن الضرس كان لخنزير أمريكي بري منقرض. أو مثل تلك الحادثة الأخرى عن عثورهم على جزء صغير من جمجمة والتي على الفور تم جعلها تمثل سلف الإنسان أيضا فسموه ساعتها رجل أورك ثم تبين بعد ذلك ان الجمجمة لحمار. أو تلك العظمة الأخرى التي عثر عليها ثم جعلت ترقوة لسلف الانسان فتبين بعد ذلك أنها جزء من ضلع دولفين، فيعلق على هذه الواقعة أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة كاليفورنيا تيم وايت فيقول: (المشكلة مع الكثير من علماء الأنثروبولوجيا هي رغبتهم الملحة لإيجاد أسلاف الإنسان، لذلك فإن أي شظايا من العظام تصبح عظاما لأسلاف).[٨] فهذه بعينها هي مغالطة الاستدلال الدائري، التي يعتمد عليها كل التطور من أيام داروين إلى يومنا هذا، وكما اعترف بذلك العالم التطوري رونالد ويست عندما قال: قالب:اقتباس مضمن فلو صح التطور لامتلأت الأرض بمليارات من حفريات الكائنات الوسيطية أو البينية بين الأنواع المختلفة أثناء تطورها ببطء عبر الزمن، وتتجلى فيها أخطاء العشوائية والتخبط الذي من المفترض أن يعمل التطور عليه وانتقائه، لكن هذا ما لم يحدث تماما كما اشتكى داروين وإلى اليوم.
حفريات تثبت عدم التطور
- آثار أقدام إنسان عصري عمرها 3.6 مليون سنة التي تم العثور عليها سنة 1977 في منطقة بتنزانيا، عثر على هذه الآثار في إحدى طبقات الأرض التي قُدر عمرها بنحو 3.6 مليون سنة، والأهم من ذلك أن هذه الآثار لم تكن تختلف عن آثار الأقدام التي يخلفها الإنسان العصري، وقد تمت دراسة هذه الآثار من قبل عدد من علماء الباليوأنثروبولوجيا فجاءت النتائج أنه من دون شك أن هذه الآثار تشبه آثار أقدام الإنسان العصري[٩]، فلا تتميز عن آثار الإنسان في عصرنا، فقوس القدم مرتفع وإصبع القدم الكبير ضخم ومحاذ للإصبع الثاني، وتقبض أصابع القدم على الأرض مثلما تقبض عليها أصابع الإنسان الذي لا يرى في أشكال الحيوانات الأخرى[١٠]، وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على البنية الشكلية لآثار الأقدام مرارا وتكرارا أنه كان يجب أن تقبل بوصفها آثار أقدام الإنسان، بل أكثر من ذلك آثار أقدام إنسان عصري (إنسان اليوم العاقل)، فبعد فحص هذه الآثار تبين أنها تعود لأقدام إنسان عاقل (هومو سابينز). ومن بين كل السمات الشكلية القابلة للتمييز لا يمكن التمييز بين أقدام الأفراد الذين خلقوا هذه الآثار وبين أقدام الإنسان العصري، وقد كشفت الدراسات المحايدة التي أجريت على آثار الأقدام عن أصحابها الحقيقيين، فآثار الأقدام هذه قد تكونت من عشرين أثرا متحجرا لإنسان عصري في العاشرة من عمره وعشرين أثرا لإنسان أصغر عمرا، فقد كانوا أناسا عاديين مثلنا[١١]، لقد كانت هذه الآثار مركزا للمناقشات لسنين، وقام علماء الباليوأنثروبولوجيا من أنصار نظرية التطور بمحاولات يائسة لإيجاد تفسير للموقف لأنه كان من الصعب عليهم أن يقبلوا حقيقة أن إنسانا عصريا كان يمشي على ظهر الأرض قبل 3.6 مليون سنة، وخلال التسعينات بدأ هذا التفسير يتبلور، إذ قرر دعاة نظرية التطور أن آثار الأقدام هذه كان يجب أن تكون من مخلفات القرد الجنوبي، فحسبما ورد في نظريتهم يستحيل أن يوجد إنسان عاقل قبل 3.6 مليون سنة، واعترف بعضهم أنه في المجمل تشبه آثار الأقدام البالغة من العمر 3.5 مليون سنة والتي عثر عليها في الموقع G بمنطقة لاتولي آثار الأقدام المعتادة لإنسان عصري لا ينتعل حذاء، ولا توحي أي من سماتها أن كائنات المنطقة الشبيهة بالبشر كانت حيونات ثنائية القدمين أقل قدرة منا، ولو لم يكن معروفا أن آثار الأقدام الموقع G قديمة جدا لاستنتج أنها تعود إلى فرد من أفراد الجنس الإنساني، ولكن _حسب ادعاء الداروينية_ بسبب مشكلة العمر فيضطر إلى افتراض أن هذه الآثار تعود لمخلوق من نوع لوسي[١٢] أي من نوع أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس. فمن غير الممكن أن تكون آثار الأقدام هذه التي يفترض عمرها 3.6 مليون سنة خاصة بقرد جنوبي، وكان السبب الوحيد الذي دعى إلى الاعتقاد بأن آثار الأقدام قد تخلفت عن قرد جنوبي هو الطبقة البركانية البالغة من العمر 3.6 مليون سنة التي عُثر فيها على آثار الأقدام، وقد نسبت الآثار إلى قرد جنوبي على افتراض أن البشر ليس من الممكن أن يكونوا قد عاشوا في مثل هذا العصر المبكر، وتبين لنا التأويلات بآثار الأقدام أن دعاة التطور لا يدافعون عن نظريتهم عن طريق دراسة الاكتشافات العلمية... بل رغما عنها، وهنا لدينا نظرية يتم الدفاع عنها بغض النظر عن أي شيء مع إهمال أو تشويه كل المكتشفات الجديدة التي تعارض النظرية لخدمة أغراضها فتم إبقاء النظرية رغما عن أنف العلم[١٣].
- اكتشاف كوخ يعود تاريخه إلى 1.7 مليون سنة عُثر عليه في أوائل السبعينات في منطقة في جورجيا، ففي هذه المنطقة في الطبقة الثانية من طبقات الأرض اكتشف أن أنواع القرد الجنوبي والإنسان القادر على استخدام الأدوات والإنسان منتصب القامة كانت تعيش معا في نفس الفترة الزمنية، والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو البناء الذي عثر عليه في المنطقة نفسها، عُثر على بقايا كوخ خشبي، ويتمثل الجانب غير العادي في هذا الحدث في أن هذا البناء الذي لا يزال يستخدم في بعض أجزاء من أفريقيا ما كان يمكن لأحد بناءه غير الإنسان العاقل، ووفقا لما توصل إليه مكتشفوه فلابد أن يكون القرد الجنوبي والإنسان القادر على استخدام الأدوات والإنسان منتصب القامة والإنسان العصري قد عاشوا معا قبل نحو 1.7 مليون سنة تقريبا[١٤].
- اكتشاف عظمة بشرية تعود ل 1.84 مليون سنة، والعظمة عبارة عن خنصر في اليد اليسرى لإنسان عادي، والعظمة تتطابق مع عظام البشر الحاليين بشكل كبير ولا يمكن نسبها إلى أسلاف البشر المزعومين[١٥]، هذا الاكتشاف الذي سيشكل صدمة للمؤمنين بالتطور، وينسف رواية أسلاف البشر وتطورهم، فالإنسان القديم هو نفسه الإنسان الحالي بكامل تميزه عن غيره من القرود.
- حفرية ساحلنثروباس تشادينسيز وهي عبارة عن جمجمة اكتشفت في التشاد بوسط أفريقيا في صيف 2002 بعمر يصل إلى 7 مليون سنة، وتشبه الإنسان الحالي، وتعد أقدم عضو في العائلة البشرية، وتبين الجمجمة بشكل حاسم أن الفكرة القديمة المتصلة بالحلقة المفقودة ما هي إلا افتراضات لا قيمة لها، ولا بد أن يكون جليا أن لب فكرة الحلقة المفقودة الذي كان موضع شك، لا يمكن التمسك به مطلقا بعد هذه الحفرية[١٦]، وحتى بعض مؤيدي نظرية التطور اعترفوا أن هذه الجمجمة المكتشفة يمكن ان تقضي على أفكارهم بشأن تطور الإنسان[١٧]، وأن لهذا الاكتشاف أثر قنبلة نووية صغيرة[١٨].
- مستحاثات ديناصورات من 20 إلى 40 ألف سنة، كانت بدايتها منذ 1997 عندما تم العثور على بقايا بروتينات دم في عظام ديناصور المفترض أنه انقرض منذ 65 إلى 80 مليون سنة حسب الرواية الداروينية [١٩][٢٠]، ثم تكرر الأمر في 2002 بالعثور على أنسجة مرنة ولينة في بقايا عظام الديناصورات[٢١]، وظلت الصدمة مهيمنة وتواصل الحديث عنها في المجلات العلمية من الحين لآخر في محاولة لتصعيدها على السطح مرة أخرى لغرابة التكتيم عليها، وتم تقديم 20 عينة من حفريات لديناصورات مختلفة تم فحصها بطرق معينة من الكربون-14 المشع، فأثبتت أن أعمارها ما بين 22 إلى 40 ألف سنة فقط[٢٢]، وقدمت كل هذه الحقائق سنة 2013.[٢٣][٢٤][٢٥]
- اكتشاف حفرية في إسبانيا سنة 1995 من قبل ثلاثة علماء متخصصين في الأنثروبولوجيا القديمة، والحفرية عبارة عن وجه صبي في الحادية عشر من عمره كان يبدو مثل الإنسان العصري تماما، على الرغم من مرور 800 ألف سنة على وفاته اي أقدم من 200 الف التي قدر التطوريون عمر ظهور الإنسان، الأمر الذي أدهش علماء الحفريات[٢٦].
- اكتشاف حفرية الهيكل العظمي لen:Turkana Boy التي قدر عمرها ب1.6 مليون سنة، الذي يشبه في شكله الجسماني ونسب أوصاله الأفارقة الحاليين الذين يعيشون عند خط الاستواء، وعلى الرغم من صغر سنه فأوصاله تضاهي في مقاييسها تقريبا مقاييس الذكور البالغين في أمريكا الشمالية[٢٧]، وقد تأكد أن الحفرية خاصة بصبي في الثانية عشرة من عمره، كان سيبلغ طوله 1.83 متر إذا ما وصل لمرحلة المراهقة، وجمجمته تشبه الإنسان النياندرثالي[٢٨].
- اكتشاف حفرية في منطقة بإثيوبيا لفك الإنسان العصري يعود عمرها إلى 2.3 مليون سنة، هذا الفك له أهمية كبيرة لأنه بين أن الإنسان العصري وُجد على الأرض قبل فترة أطول مما توقعه أنصار نظرية التطور[٢٩].
- حفرية لطائر الأركيوبتريكس التي اكتشف العلماء أنها ترجع إلى 220 مليون سنة[٣٠]، وهي لكائن مغطى بالريش، ولديه عظمة ترقوة تماما مثل الأركيوبتريكس والطيور المعروفة اليوم، ولديه عراق ريشة مجوف، الأمر الذي يدحض الادعاء التطوري بأن الأركيوبتريكس هو الكائن الانتقالي الذي انحدرت منه الطيور لأن هذه الحفرية التي فيها كل صفات الطيور تشمل كذلك صفات الأركيوبتريكس، فقد تم اكتشافها قبل 75 مليون سنة قبل العمر الذي أعطي لظهوره (أي القول التطوري أنه ظهر قبل 150 مليون سنة)، وأصبح تكوين ريش هذا الطائر أحد أهم الأدلة التي تؤكد أنه كان طائرا قادرا تماما على الطيران، لأن التكوين المتماثل لريشه لا يمكن تمييزه عن نظيره في الطيور الحديثة، وهو يشير إلى أن ذلك الطائر كان بمقدوره الطيران على أكمل وجه وليس بصعوبة[٣١]، كما أن أسنانه مفلطحة غير مشرشرة وجذورها عريضة، عكس أسنان الديناصورات الرباعية الأطراف ذات الجذور الحادة[٣٢] كما قارن الباحثون عظام كاحلها مع مقابلها في الديناصورات ولم يجدوا أي تشابها بينهم[٣٣]، وكشفت دراسة علماء التشريح أن التطوريين أخطأوا في ادعائهم[٣٤]، فعند تحليل منطقة الأذن لدى الحفرية اكتشف أنها شديدة الشبه بنظيرتها في الطيور الحديثة الموجودة اليوم[٣٥]، لقد أبطلت هذه الحقيقة كل فرضيات التطور القائلة بأن الأركيوبتريكس هو السلف البدائي للطيور[٣٦] وأكدت أن الطيور لم تأت من الديناصورات[٣٧].
تزوير الحفريات
- سمكة سيلاكانث وهي السمكة التي رأى مؤيدوا نظرية التطور في حفرياتها جسمها الممتليء وبقايا أعضاء داخلية ظنوا أنها مثل البرمائيات، وكذلك رأو زعانفها الكبيرة فتخيلوا أنها هي جد البرمائيات التي انتقلت بالأسماك إلى البر، فقالوا أنها منقرضة لأنه لم يراها أحد حية إلى اليوم وأنها عاشت مند 70 مليون سنة وأنها كانت تعيش قرب سطح الماء لكي يسهل عليها القفز إلى البر فجعلوها إحدى أدلة نظرية التطور، لكن ذلك لم يكن صحيحا ففي 22 ديسمبر من سنة 1938 حيث مع تطور أدوات الغوص والصيد في أعماق البحار والمحيطات تم اصطياد أول سمكة من هذا النوع ليتأكدوا بأنها لا زالت حية إلى اليوم، أي لم تنقرض أصلا، ولكنها تعيش في الأعماق ولذلك لم يكن يراها أحد إلى ذلك الوقت، وأن أعضائها الداخلية ليست مثل البرمائيات، ثم توالت عشرات الاصطيادات لها حول العالم، حتى أن أحد من انخدع بها في البداية وهو عالم الكيمياء التطوري جي سميث وهو الرئيس الشرفي لمتاحف أسماك جنوب إنجلترا الذي قال:(إن العثور على سمكة كويلامانث حية هو مثل العثور على ديناصور في الشارع) [٣٨].
- أحفورة إنسان بلتداون فقد ادعى مؤيدوا نظرية التطور العثور على عظمة فك وجزء من جمجمة داخل حفرة بإنجلترا، وأن عظمة فكها أشبه بفك القرد، والأسنان والجمجمة كانتا أشبه بأسنان وجمجمة الإنسان، وزعموا أن عمرها أكثر من أربعين ألف سنة، فأعدت لها رسومات وتأويلات، وقدموها بوصفها دليلا مهما على تطور الإنسان وأنها اكتشاف مذهل عن الإنسان البدائي[٣٩][٤٠]. وفي سنة 1949 حاول علماء المتحجرات البريطانيين تجربة طريقة اختبار الفلورين لتحديد تاريخ المتحجرة، فأجري الاختبار على متحجرة إنسان بلتداون، فكانت النتيجة أن عظمة الفك لا تحتوي على أي فلورين ويدل هذا على أنها لم تظل مدفونة في الأرض لأكثر من بضع سنين، أما الجمجمة التي احتوت على مقدار ضئيل من الفلورين فقد تبين أن عمرها لا يتجاوز بضعة آلاف من السنين، كما اتضح أن الأسنان الموجودة في عظمة الفك تنتمي إلى الأورانجوتان قد تآكلت اصطناعيا، وأن الأدوات البدائية المكتشفة مع المتحجرات هي مجرد أدوات بسيطة مقلدة شحذت بواسطة أدوات فولاذية[٤١]، وبالتحليل المفصل كشف هذا التزوير[٤٢] للجمهور بعد 40 سنة وذلك سنة 1953، فالجمجمة تخص إنسانا عمره نحو خمسمائة سنة في حين كانت عظمة الفك السفلي تخص قردا مات مؤخرا، وقد تم ترتيب الأسنان على نحو خاص في شكل صف ثم اضيفت إلى الفك وتم حشو المفاصيل لكي يبدو الفك شبيها بفك الإنسان، وبعد ذلك تم تلطيخ كل هذه القطع بثنائي كرومات البوتاسيوم لإكسابها مظهرا عتيقا، ثم بدأت هذه اللطخ بالاختفاء عند غمسها في الحمض، فقد ظهرت الأدلة على حدوث كشط صناعي فكانت الأدلة واضحة على زيفها[٤٣].
- حفرية الروديستوس التي زعم أنها الحلقة الوسطى المفقودة ذات الأرجل والزعانف لتطور الحوت كما قال مكتشفها فيليب جنجريتش وهو مدير متحف الحفريات بجامعة ميشيغان بأمريكا، ففي مقابلة أجراها معه بصفته مكتشف الحفرية، كانت المفاجأة أن من أجراها معه لم يجد هيكل حفرية الروديستوس الموجود بالمتحف ولا الزعنفة الخلفية التي في الرسم، ولا الزعنفتين الأماميتين مثل الحيتان وكما رسمها جنكريخ أيضا، فسأله عن السبب فرد بأنهم وجدوا أطرافه الأمامية واليدين والذراعين الأماميين للروديستوس، وأنهم يتفهمون أنه لا يملك هذا النوع من الأذرع التي يمكن أن تنتشر مثل الزعانف التي في الحيتان[٤٤] حيث اعترف جنجريخ بأخطاء أخرى متعمدة في باقي الحفريات لتطور الحوت فعلق قائلا: قالب:اقتباس مضمن[٤٥]
- أحفورة أركيورابتور التي زُعِم أنها الحلقة المفقودة بين الديناصورات الأرضية والطيور التي تستطيع الطيران بالفعل، وقال مؤيدوا نظرية التطور وخصوصا مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك أن الديناصورات ذات الريش سبقت الطيور الأولى، وقالوا بأنها خليط صفات بدائية وحديثة، وأن ذلك ما يتوقعه العلماء من ديناصورات تجرب الطيران، لكن اكتشف أن الأحفورة مفبركة وزائفة، اكتشفت هذه الفبركة على يد عالم الأحافير الصيني en:Xu Xing (paleontologist) الذي أثبت أن العينة تتكون من ذيل ديناصور مدمج بجسم طائر بدائي، وقد انتُقِدت مؤسسة ناشيونال بأنها تعامل مجموعة من علماء الحيوان المتحمسين الذين صرحوا بانحرافهم عن العلم لمجرد رغبتهم في أن تكون الطيور تطورت عن الديناصورات، وأن أول من تعرض للخطر بسبب هذا التزييف هو الحقيقة والتقييم العلمي للأدلة، لدرجة أن هذا المشروع صار واحدا ومن أعظم الأكاذيب في عصرنا الحالي[٤٦]، كما أن مجلة ناتشر عام 2000 انتقدت مجلة ناشيونال جيوغرافيك لاستعجالها بنشر مقال وُصف بأنه أشبه بالصحافة الشعبية الفارغة غير المدعومة بالدليل، والتي تعتمد على إثارة العواطف، وذلك من قبل عالم أحافير متميز[٤٧]، وهناك من صرح أن ناشيونال جيوجرافيك عرفت أن الحفرية مزيفة فكتمتها[٤٨].
- حفرية رجل أورك ففي عام 1983 تم الترويج لجزء من جمجمة وجدت في إسبانيا لعام كامل بإعتبارها أقدم أحفورة للإنسان في أوراسيا، وتبين لاحقا أنها لحمار عمره أربعة أشهر[٤٩].
- متحجرة إنسان نبراسكا فقد أُعلن عن اكتشاف ضرس متحجرة سنة 1922 غرب نبراسكا يعود إلى العصر البليوسيني، فزعم بعض مؤيدوا نظرية التطور أن هذا الضرس يحمل صفات مشتركة بين كل من الإنسان والقرد وأنه دليلا على التطور لا يقبل الجدل، وأنه يعود إلى إنسان جاوة منتصب القامة، وإستنادا لهذا الضرس فقط أعادوا بناء رأس إنسان نبراسكا وجسده. وفي سنة 1927 عثر على أجزاء أخرى من الهيكل العظمي لإنسان نبراسكا، ووفقا لهذه الأجزاء المكتشفة حديثا لم يكن الضرس يخص إنسانا ولا قردا بل يخص خنزيرا بريا[٥٠].
- أحفورة إنسان بحيرة رودولف التي سميت KNM-ER 1470 حيث في سنة 1927 اكتشفت لأجزاء تخص متحجرة في كينيا، فأطلق نفس الاسم على الطائفة التي من المفترض أن تمثلها هذه المتحجرة، وقدمت على أن عمرها 2.8 مليون سنة وأنها أعظم اكتشاف في تاريخ الأنثروبولوجيا وعلى أنها آثارا كاسحة، وأن سعة جمجمته صغيرة مثل القرد الجنوبي ومع ذلك كان وجهه مثل وجه الإنسان، وأنه هو الحلقة المفقودة بين القرد الجنوبي والإنسان، لكن بعد فترة قصيرة اتضح أن وجه الجمجمة جاء نتيجة لصق معيب لأجزاء الجمجمة والأمر من الممكن أن يكون قد حدث عن عمد، وفي سنة 1992 أجريت دراسات حول وجه الإنسان وبمساعدة المحاكاة الحاسوبية عندما أعيد بناء الجمجمة لأول مرة تم تركيب الوجه على الجمجمة في وضع لا يكاد يكون عموديا وأشبه ما يكون بالوجوه المسطحة للإنسان العصري، وفي الدراسات الأخيرة للعلاقات التشريحية أظهرت أن الحياة الفعلية لا بد أن يبرز الوجه بشكل ملحوظ مكونا ملامح تشبه ملامح القرد، بل تشبه بالأحرى وجوه القردة الجنوبية[٥١]، فاتضحت الحقيقة أن صغر حجم جمجمتها وكبر أنيابها وغيرها من الصفات التي أشارت إلى أن المتحجرة تشارك القردة الجنوبية هذه الصفات[٥٢] وتحمل كذلك مثل النماذج الأخرى المبكرة للإنسان صفاتا مشتركة مع القردة الجنوبية ذات البنية الصغيرة ولا توجد هذه الصفات في النماذج الإنسانية المتأخرة أي الإنسان المنتصب القامة[٥٣]، فهذا الكائن كان يجب ألا يصنف تحت فئة الأنواع البشرية مثل الإنسان القادر على استخدام الأدوات وإنسان رودولف بل على العكس يجب ضمه إلى الفئة الخاصة بأنواع القردة الجنوبية[٥٤].
- أحفورية لوسي التي قال عنها مؤيدوا نظرية التطور أنها تطابق كثيرا حفريات الشمبانزي العادي تماما إلا جزء الحوض والركبة اللذان يدلان على أن لوسي كانت قادرة على المشي منتصبة القامة، لكن تبين أن حوض لوسي كان مفتتا إلى أكثر من 40 قطعة وعند تجميعه يعطي حوضا للشمبانزي أي لا يستطيع الوقوف منتصبا أو المشي بسهولة، بعكس عظمة حوض البشر القادرة على المشي بانتصاب وسهولة لاتصالها بالعضلات وانحنائها، فعندما أعيد تشكيل الحوض ليكون مثل البشر، عظمة الركبة البشرية لم تكن موجودة بالكامل أصلا بل تم تركيبها وإكمالها بما بتوافق مع تكوين ركبة البشر، وحتى العظام نفسها الموجودة مشكوك فيها ومنها ما تم اكتشاف أنه لا يمت للأحفورة بصلة، فقد اكتُشفت عظمة لقرد البابون في هيكل لوسي الشهير[٥٥]. فبالنسبة لتشابه الأحفورة مع الشمبانزي والقردة التي لا تستطيع المشي منتصبة رغم حجم المخ الصغير عند مقارنتها يتبين أن جمجمتها تشبه القرود[٥٦]، ولديها شكل الفك السفلي عكس فك الإنسان وشكل هيكلها محرج يظهر في شكله غير بشري[٥٧]، كما أن كاحلها متجه للخلف مثل القردة على عكس الإنسان المتجه للإمام فيتبين بكل وضوح أن الفرق بينها وبين الإنسان لا يخطيء فيه أحد[٥٨]، وعندما درس بعض علماء الحفريات هيكلها ترجح لهم أنه لقرد يتسلق الشجر فحسب[٥٩].[٦٠]
- أحفورية ديناصور يدعى en:Sinosauropteryx الذي تم اكتشافه في الصين سنة 1996، وقُدم للعالم بوصفه الحلقة المفقودة ديناصور ذو ريش، وتصدرت أخباره عددا من عناوين الصحف، ومع المدة كشفت التحاليل المفصلة أن التراكيب التي صورها أنصار التطور بإثارة على أنها ريش طائر ولا تمت في الواقع للريش بصلة. في البداية اتار علماء الحفريات ضجة حول صور الحفرية التي تم توزيعها، ولكن في اجتماع جمعية الحفريات الفقارية الذي عقد في شيكاغو كان الحكم مختلفا، فقد قال ما يقرب من ستة علماء حفريات غربيين ممن شاهدوا العينات إن التراكيب ليست ريشا حديثا، فوجد أن التراكيب هي عبارة عن ألياف كولاجينية بالية تحت الجلد، وبالتالي ليست لها أي علاقة بالطيور[٦١].
- أحفورية إيدا اكتشفت سنة 1983 في ألمانيا وتم تقدير عمرها بحوالي 47 مليون سنة، وقدمت سنة 2009 كحلقة مفقودة على أنها أعجوبة العالم الثامن وحجر رشيد التطور والكنز المفقود الذي سيكشف غموض التطور المبكر لسلف البشر وانفراده عن باقي الثدييات وتمايز أفرع الرئيسيات وصورت بأنها الفسيفساء الناقصة لوصل الانسان في سلف سحيق ببقية الثدييات[٦٢][٦٣] وعندما درسها العلماء اكتشفوا عدم صلة تلك الحيوانات بأسلاف البشر وأنها مجرد قرد ليمور منقرض، وقدمت أدلة بأن إيدا لا تمثل دلالة تطورية في تاريخ أسلاف البشر[٦٤][٦٥][٦٦][٦٧][٦٨][٦٩].
الانفجار الكمبري
طبقات الكمبري
لقد كان تشارلز داروين في حيرة من أمره حيال السجل الأحفوري الذي ناقض افتراضات نظريته، وقال في كتابه أصل الأنواع: قالب:اقتباس مضمن، فقد اعترف رغم كل شيء أن الصخور تحت طبقات الكمبري كانت خالية تقريبا من الحفريات بل وأضاف أنه ظهرت بشكل مفاجيء أنواع حية تنتمي إلى العديد من الأقسام الرئيسية الخاصة بالمملكة الحيوانية أسفل الصخور الحفرية المعروفة. فبدون أي دليل على وجود سلالات لكائنات حية سابقة، يعترف داروين صراحة أن عدم وجود أشكال لسلالات قديمة سابقة كان برهانا صحيحا ضد نظريته لكنه تمنى أن تسهم البحوث المستقبلية في اكتشافات أدلة مفقودة[٧٠]. فبعد 150 عاما تقريبا مما قاله داروين زاد الوضع سوءا على سوء، فحاليا يعرف أن 40 مجموعة حيوانية رئيسية ظهرت من العدم في طبقات الكمبري، وهو ما يعادل 50 إلى 80 بالمائة من كل أنواع الكائنات الحية التي وجدت على ظهر الأرض تسمى هذه الدفقة الدراماتيكية للمخلوقات بالانفجار الكمبري، حتى في عصر داروين كان الجيولوجيون يعلمون أن أقدم الحفريات ظهرت فجأة على طبقات صخرية فارغة في تلك الحقبة التي كانت تعرف حينها بالصخور الكمبرية[٧١]. يفترض التطوريون الجدد أن أنواعا من الكائنات ترتقي من أنواع أخرى، في مراحل تدريجية بطيئة مع مرور الزمن، وأن الأنواع الأكثر اختلافا تحتاج لمزيد من المراحل التطورية ولمزيد من الوقت. إن المشكلة مع الانفجار الكمبري (حوالي 540 سنة وفقا للتأريخ الإشعاعي) هو مجموعات ضخمة من المخلوقات تظهر في فترة قصيرة جدا بحوالي عشرة ملايين سنة مع عدم وجود مراحل تطور تدريجي سابقة لها، فعشرة ملايين سنة هي كلمح البصر في الزمن الجيولوجي، وهي أيضا قصيرة جدا أمام اعتقاد أشد التطوريين حماسا في أنه يمكن أن يتطور 40 نوعا من الكائنات الحية الرئيسية. زعم داروين أن حفريات سالفة ربما وُجِدت، لكنها تآكلت في ما بعد، صحيح أنه لا توجد طبقات صخرية بين الكمبري وطبقات عصر ما قبل الكمبري في معظم الصخور، لذا فقد بدت فرضية داروين ذات مصداقية، مع ذلك فإن الإختبار الحقيقي لصدقية الفرضية هو التساؤل فيما إذا ما زالت توجد هذه الطبقات الصخرية الحاسمة في أماكن من العالم بما تحمله من أحافير فقد تفاقمت المشكلة عندما تم العثور على صخور أخرى تعود إلى ما قبل الكمبري، مع القليل من الحفريات فيها، ولم تأتي تلك الحفريات الغريبة بأي علاقة تربطها مع حفريات العصر الكمبري لذا فهي لا يمكن أن تكون أسلافا لها[٧٢]. فعلماء الحفريات وجدوا أحافير لكائنات صغيرة جدا كتلك البكتيريا والكائنات المجهرية التي عثر عليها في طبقات ما قبل العصر الكمبري وهذا يوحي بأن الظروف المثالية للتحجر كانت متوفرة في ما قبل الكمبري، لذلك فإن أي حيوان وُجد في ذلك الوقت كان يمكن أو يجب أن يوجد متحجرا[٧١]، أكثر الحفريات التي تم اكتشافها في فترة الانفجار الكمبري وجد الباحثون أنها متحجرات أحافير لشوكيات الجلد وبعض الفقريات إلى جانب ثلاثية الفصوص وذوات القوائم الذراعية الشهيرة، لقد عثروا على حفريات من كل أنواع المجموعات الحيوانية الرئيسية التي تعيش إلى يومنا هذا، ومع افتراض نشوء جميع الفروع الرئيسية للشجرة التطورية الحيوانية بأكملها قبل العصر الكمبري، فإنها مفقودة في سجل الحفريات. وقد ظهر أن حفريات ما فوق الكمبري تختلف عن مخلوقات العصر الكمبري ذاته الذي تختلف كائناته بدورها عن بعضها البعض، مع عدم تواجد أي دليل على حدوث تغيرات بين ذلك. إن الطبقات الكمبرية تبين أن معظم الكائنات الحية من الحيونات الرئيسية التي نعرفها اليوم ظهرت في تلك الفترة وتشكلت بالكامل، فعلى الرغم من وجود سجل حفري جيد لحيونات من ذوات الهياكل العظمية، إلا أنها ليست أحافير قابلة للإحالة بشكل لا بأس فيه إلى مجموعة الحيونات ثنائية الجانب آخر سلف مشترك مما يمثل الكائنات الحية اليوم، فمن اللافت غيابها والتساؤل يدور عن مكان تواجدها[٧٣]. قُدمت فكرة وحيدة لشرح كيفية تطور هيكل جسمي جديد في قفزات مفاجئة وهي أن الجينات هي المتحكمة في التطور، وبالأخص جينات هوكس، وهذا إذا كان التغيير يحدث في مرحلة أساسية من مسار التطور فيمكن أن يظهر مخطط هيكلي جديد أو هكذا تذهب النظرية، مع أن تغير المخطط الهيكلي هو أمر غير عادي، فالتساؤل يدور حول كيفية إمكان بناء نصف المرحلة، لجسم وسطي أن يبقى على قيد الحياة حتى يمرر مثل تلك التحولات، فالاختلاف الواقع بين الغلاف الجسمي والهيكل الداخلي الحبلي يجعل من الصعب أن نتصور كائنا حيا بهيكل نصفه داخلي ونصفه خارجي، بل إنه من المرجح كثيرا أن يتم استئصاله عن طريق الانتقاء الطبيعي بدل الحفاظ عليه، وليس هذا فحسب بل إن مخططا جسميا جديدا يتطلب كميات ضخمة من المعلومات المعقدة والدقيقة للغاية مشفرة في الحمض النووي غير البروتيني، وهذه المعلومات الوراثية هي مؤشر على التصميم وليس على التغير العشوائي. فجميع البحوث حتى الآن تشير إلى أن جينات هوكس وحدها لا تكفي لإنشاء هيكل جسمي جديد، وحتى لو أمكنها أن تنتج مثل هذه التغيرات الجذرية، فلا تزال هناك مشكلة، مثل هذه التحولات الهيكلية في مخطط جسمي هي غير ممكنة في نمو الحيونات وتعرف هذه التحولات الهيكلية باسم الجينات المميتة بسبب أنها تموت في العادة قبل ولادتها. حتى لو ولد كائن حي مع بعض من التغيرات الوسطية في الهيكل الجسمي، فإن فرصة البقاء على قيد الحياة ستكون محدودة للغاية، جسم نصف متطور من شبه المؤكد أنه سيكون عائقا بدل كونه ميزة في الطبيعة، وحدها التغيرات الواسعة النطاق، والتي تقع في نصف المرحلة من التغير إلى كائن آخر، هي التي من المحتمل أن تكون مؤثرة، وحتى لو ظل هذا الكائن على قيد الحياة مدة تكفي للوصول إلى مرحلة البلوغ فإنه قد يكون غير قادر على التناسل واجتذاب الزوج لنشر مثل هذه التغيرات، فهذه التغيرات يجب أن تكون متحققة منذ البداية لكي تؤدي عملها، فعلى سبيل المثال أنتجت تجارب طويلة المدى مسخا لذبابة الفاكهة معروفة بen:Antennapedia ، وكان لها ساقان حيث يجب أن تكون لها قرون استشعارية غير أنه في البرية سيقضي الانتقاء الطبيعي على مثل هذه المسوخ في أسرع وقت. فعندما صحا الجو للمرة الأولى وأرسلت الشمس أشعتها على المحيطات فجأة تميزت تلك المخلوقات التي طورت أنظمة بصرية بخاصية استثنائية، ثم انتشرت العيون في الأرجاء، وهذا ما أدى إلى تنامي ظاهرة الافتراس بين الحيونات، وهو بالتالي ما أشعل فتيلة الانفجار الكمبري، وكانت التغيرات أعطت دفعا إضافيا من أفضل مهارات الهجوم والدفاع، ثم أجبر التطور على مضاعفة سرعته، تدعى هذه النظرية التي طرحها البروفيسور الأمريكي أندرو باركر نظرية مفتاح الضوء. كان توقع مؤيدوا نظرية التطور أن أول عيون ظهرت كانت بدائية جدا ثم تطورت في وقت لاحق إلى عيون أكثر تعقيدا ولكن لم يكن ذلك صحيحا فقد كانت أول العيون التي تظهر في طبقات الكمبري متطورة جدا، وهي تنتمي إلى ثلاثية الفصوص، وثلاثية الفصوص ظهرت للمرة الأولى في صخور الكمبري الأولية وليس في آخرها، وعيون ثلاثية الفصوص هذه معقدة بشكل لا يصدق، بل وأكثر تعقيدا من بعض ما نجده في الوقت الحاضر، وكان تميزها بتلك الأعين المركبة هو ما يفسر بقاء ثلاثية الفصوص وانتشارها غير أن عيونها تلك لا تتناسب مع الانتقاء الطبيعي والتطور من البسيط إلى المعقد تسلسلا[٧٤]، وحتى عند افتراض أنه كانت هناك زيادة كبيرة في النشاط التطوري إبان العصر الكمبري لكانت الصخور الكمبرية محملة بأحافير انتقالية، لكن بدلا من ذلك فقد وُجد عدد قليل من المتحجرات التي قد ينظر إليها على أنها تظهر تغييرات من مخلوق إلى آخر، سيعود أنصار التطور إلى مقولة داروين أن الحلقات المفقودة هي ببساطة مفقودة كما هي بالنسبة للغالبية العظمى للسجل الاحفوري لأنهم يرفضون مجرد التفكير في أن هذه الوسائط قد لا تكون موجودة أصلا وهناك من قال منهم قالب:اقتباس مضمن[٧٥].
الإديكارا
أدت فرضيات التطور حول ما قبل الكمبري إلى وقوع بعض العلماء في أخطاءِِ علمية، فعلى سبيل المثال ظن البعض خطأََ أن الشوريا طحالب وحيدة الخلية هي لافقاريات عند البحث عن أسلاف لمخلوقات الكمبري في ما قبل الكمبري وتبعهم الكثيرون في ذلك. وعندما عُثِر على تلك الكائنات الغريبة والمعروفة بكائنات الإدكارا في أستراليا وغيرها من الأماكن حول العالم، ظن البعض أنهم وجدوا حلا لمعضلة داروين ولكن بعد توالي المزيد من الاكتشافات لهذه الحفريات الغريبة عادت الشكوك مجددا، فهذه الكائنات بدأ يُنظر إليها بطريقة مختلفة عن غيرها منذ أن اقترح علماء الحفريات أنه ينبغي أن تصنف على أنها مملكة حيوانية منفصلة تماما، ولكنه لم يستطاع تصنيفها هل هي حيوانات أم نباتات أم نوع آخر بينهما، وقد ألقت دراسات جديدة ظلالا من الشك حول الصلة بين المخلوقات التي تعيش في وقتنا الحالي ووجود بقايا أسلافها محفوظة في الصخور الرملية، بل إن من علماء الآثار من ذهب أبعد من ذلك أن كائنات الإديكارا لا صلة لها مطلقا بالمخلوقات الحية حاليا، وعلى هذا فتكون كائنات الإديكارا قد أبيدت تماما قبل بداية حقبة الكمبري. فأمام يأس التطورين من العثور على الأسلاف المفقودة من الحفريات الكمبرية فإنهم يستميتون في مساعيهم تلك حتى أنهم أخطئوا في اعتبار أشكال غير عضوية على أنها حفريات، فمثلا ظن بعضهم أن الصخور المتحولة en:Eozoon Canadense هي حفريات لكائنات حية، وفي المقابل فإن ما يتفق تماما مع أدلة الكمبري مع وجهة نظر تاريخية، هو أن هوية نموذجية من المعلومات الوراثية قد تكون أدخلت بشكل مفاجيء في الأنظمة البيولوجية، في مراحل مختلفة من السجل الأحفوري، خصوصا في بدابات الأطوار الأولية من خلق الحيوان والنبات[٧٦]
الأعضاء الضامرة


الأعضاء الضامرة أو الأثارية أو اللاوظيفية هي أعضاء لم يكن العلماء يعرفون وظيفة لها بعد في القرن التاسع عشر، فاستغلها مؤيدوا نظرية التطور فقالوا أنها بقايا وآثار من الأسلاف والجدود الحيوانية التي لم يعد لها وظيفة في جسد الإنسان أو غيره وأنها دليل على صحة التطور[٧٧]، بدأ ذلك منذ 1893 عندما تم الإعلان عن قائمة ال86 عضوا في جسد الإنسان، فمثلا في تلك القائمة كانت الغدد الصماء مثل الغدة النخامية والصنوبرية والزعترية لأنه في وقته لم يعرف شيء عن الهرمونات أصلا ولا الخلية وبروتيناتها، لكن مع التقدم العلمي تم اكتشاف أن لكل تلك الأعضاء دورا يلعبه في الجسم[٧٨]، حيث إنه لا يمكن تحديد الأعضاء التي ليس لها وظائف دون لبس، الطريقة التي يبنى بها النقاش المستخدَم في هذا الموضوع ليست ذات قيمة علميا، فالأعضاء الضامرة لا تشكل أي دليل لصالح نظرية التطور قطعا[٧٩].
زائدة دودية
الزائدة الدودية في الإنسان اكتشف أنها ضرورية للجسم منذ 1997 تقريبا اتضح أن لها وظائف هامة جدا منذ تكون الجنين في صنع عددا من هرموناته، وكذلك دورها المناعي بالتداخل مع الجهاز اللمفاوي للحماية من الهجمات البكتيرية الضارة بما تختزنه هي من بكتيريا وجراثيم نافعة، أو تمد الجسم بهذا النافع من البكتيريا والجراثيم إذا فقدها في بعض الحالات مثل مرض الكوليرا أو الإسهال الشديد الذي يستفرغ الأمعاء منها، وقد أجريت أبحاث تنص على أهميتها في حماية الجسم من هجوم البكتيريا وفوائد قد تنقذ حياة الإنسان[٨٠]، فللإنسان زائدة دودية بينما هي لا توجد لدى أقربائه البعيدين من فصيلة القردة الدنيا، ولكنها تظهر مرة أخرى بين ثدييات من مراتب أدنى مثل حيوان الأبوسوم[٨١] الأمر الذي يعارض أن تكون ضامرة. كما أن نتائج فحص الزائدة الدودية تحت الميكروسكوب أشارت إلى احتوائها على نسيج لمفاوي بنسب كبيرة إلى حد ما، ويتشابه هذا النسيج وتراكمات نسيجية أخرى يمكن رؤيتها في أجزاء أخرى من جهاز المناعة، وتتمتع هذه الأنسجة بالقدرة على التعرف على الجينات المضادة الموجودة في المواد التي تدخل الجسم عن طريق البلع، كما اثبتت التجارب التي أجريت على الأرانب أن الأفراد حديثي الولادة الذين خضعوا لعملية استئصال الزائدة الدودية قد أصيبوا بخلل في التطور المناعي للغشاء المخاطي، كما أظهرت نتائج الدراسات المورفولوجية والوظيفية التي أجريت على الزائدة الدودية عند الأرانب أن لها دور معادل للأكياس الهوائية الموجودة في الثدييات، هذه الأكياس تلعب دورا أساسيا في تطور المناعة السائلة عند الطيور، وظهرت أوجه التشابه المجهرية والمناعية بين الزائدة الدودية عند الأرانب والإنسان أن الوظيفة التي تؤديها في الإنسان مشابهة لوظيفتها في الأرانب، فالزائدة الدودية عند الإنسان لها أهمية كبيرة ويعود السبب وراء ذلك إلى أنها تتعرض لتغيرات كبيرة بعد الميلاد بفترة قصيرة، ومع تقدم العمر تتراجع هذه التغيرات تماما مثلما يحدث مع الأجزاء والأعضاء الأخرى، فليست كما يُزعم أنها مجرد عضو انكمش حجمه مع مرور الزمن وفقد أي فائدة[٨٢].
أضراس العقل في الإنسان
أضراس العقل تظهر متأخرة في فم الإنسان من عمر 18 إلى 25 عاما تقريبا وهي فترة كمال البلوغ والإدراك العقلي، فمنظومة الأسنان والضروس في الإنسان هي آية بكل المقاييس على سابق تدبير الخالق، فمجرد تطابق أشكال الأسنان والضروس العلوية مع السفلية وتناسبهما في الحجم معا يعد دليلا غير مردود على أسبقية الإعداد والغائية، وكذلك تعاقب الأسنان اللبنية في فترة عمر الإنسان المبكرة كالطفل وتناسبها مع طعامه اللين ثم سقوطها لتحل محلها أخرى أقوى منها تستمر معه باقي العمر لهو خير دليل كذلك على الواعي السابق بكل هذه المخططات المسبقة، كما لو أن للمادة عقلا، فالأمر أشبه بميقات إدرار اللبن الذي سيرضعه المولود بعد ولادته وبكامل تكوين اللبن المغذي والفريد والذي يصاحبه غريزة مص ثدي الأم، فكيفية الحدوث لكل ذلك وطريقة تخطيطه مسبقا إذا كانت الحياة تنشأ بالصدفة والعشوائية التطورية المزعومة والطفرات غير المنتظمة هي مدار تساؤل. فقد اعتمد مؤيدوا نظرية التطور على خطأ شائع وهو أن استئصال العضو إذا لم يؤدي إلى مضاعفات فورية أو الوفاة فهو بغير فائدة، واعتمادهم هذا يعتبر مغالطة أخرى وهي الاحتجاج بتدهور قوة الإنسان وضعف نظامه الغذائي في المدينة الحديثة للتدليل على عدم وجود فائدة لضروس العقل. والصواب أن ضروس العقل تضم جميع الأسنان وتغلق الفراغات المفتوحة بينها وبين الضروس لعدم تراكم الفضلات الضارة بالفم، ولذلك فإن نظام الطعام اللين والحديث والمصنع الذي أصبح هو الأساس اليوم لدى الملايين قد تسبب في ضيق فراغ الفم المخصص لبزوغ ضروس العقل فيه، وظهور مشاكل انحشارها في الفم أو اللثة، في حين لا يوجد ذلك الإشكال في الفئات التي لا زالت تعتمد على الأكل الطبيعي المتنوع في طعامها مثل أهل البادية والقرويين والغابات أو من يسلك مثلهم من أهل المدن. وفي دراسة أجريت لأهالي جزر تونجا سنة 1939 حيث كانوا يعتمدون على الأغذية الطبيعية قبل الحرب العالمية الأولى ولم تظهر لديهم أية مشاكل في أضراس العقل، وذلك بعكس ما تغيرت أنظمتهم الغذائية للاعتماد على المواد المصنعة بعد انفتاحهم على الحياة المدنية بعد الحرب وظهور مشاكل أضراس العقل لديهم[٨٣][٨٤][٨٥]. فالعلم يثبت أن ضرس العقل يدعم باقي الأسنان ويمنع حدوث خلل في الأضراس التي تسبقه ويمنع حدوث خلل في طول طقم الأسنان في الإنسان، وأن نظافة الفم تقي من أي أعراض أثناء نمو الضرس، على عكس ما اتبعه مؤيدوا التطور فلا يوجد شيء عندهم اسمه غير معلوم الوظيفة بعد، لكن حكموا بسرعة أنه ضامر وبلا وظيفة، فوفقا للداروينيين فإن الإنسان في طريقه لأن يفقد ضروس العقل حيث أنها تنموا بمرحلة عمرية متأخرة وتسبب مشاكل في بعض الأشخاص ولا توجد منها فائدة، إلى أن جاءت الأبحاث العلمية وأثبتت غير ذلك، فلا توجد أدلة جينية تتجه نحو القضاء على أضراس العقل كما يدعون[٨٦]، فبدراسة آثار إزالة ضرس العقل يتبين أن إزالته تسبب انحرافا في الضرس الذي يليه تاركا فراغا ضيقا بينه وبين الضرس الأول فوجود ضرس العقل الثالث يمنع حدوث ذلك الانحراف في الضرس الثاني، [٨٧] فله وظيفة وليس كما أشيع أيام داروين. كما أنه يمنع حدوث عدم الانتظام في الأسنان، فالأشخاص الذين ليس لديهم هذا الضرس (أي لم يتكون أصلا) أسنانهم لا تكون منتظمة بنسبة أكبر من الذين لديهم ضرس العقل[٨٨]، كما أن الأشخاص الذين يزيلون ضرس العقل معرضون للالتهابات وإصابة بعض الأعصاب وأضرار اللثة وفقدان العظام وتأثير المضاعفات المعهودة لجراحة خلع الأسنان[٨٩]، ويصير لديهم خلل في طول طقم الأسنان والمسافة بين الأنياب اليسرى واليمنى فضرس العقل يقلل من حدوث ذلك الخلل[٩٠]، ففي سنة 2015 نشر علماء من لوس أنجلوس ورقة علمية يؤكدون أن حوالي ثلثي عمليات إزالة ضرس العقل في الولايات المتحدة الأمريكية غير ضرورية بل قد تودي بحياة الفرد، كما أكدوا أن خمسين في المائة من الحالات التي يتم تشخيصها كانحشار في ضرس العقل هي في الحقيقة أمر طبيعي ولا ينتج عنه أي خلل طقم الأسنان، وأكدوا أن فقط 12 في المائة من حالات الانحشار هي التي تستدعي إزالة له كحالات انتشار السن وغيرها، وفي النهاية أكد الباحثون أيضا أن الآلام التي قد تصاحب الضرس الذي ينمو تكون نتيجة عدم نظافة الفم ويمكن تجنب ذلك بالاعتناء بنظافة الفم،[٩١]. كما أن الأغلبية من أطباء الأسنان في الولايات المتحدة الأمريكية والسويد يؤكدون أن ضرس العقل يعطي قوى أمامية للأسنان لكن لا يسبب عدم انتظامها[٩٢].
الفقرات العصعصية


زعم مؤيدوا التطور أن الفقرات العصعصية في الإنسان هي بقايا ذيل، ومن المعروف أن الفقرات العصعصية تقع في نهاية عظام العمود الفقري للإنسان، وهي تحمل خلايا الشريط الأولي أو نوية بدايات تخلق الجنين في آخرها وهو عظمة في حجم الحبة صغيرة، ولأنها الخاصة بنمو الجنين منها وتركز جيناتها في ذلك فإن التشوهات الناتجة عنها تتسبب في اضطرابات في نمو الجنين في شكل زوائد تظهر عادة في ظهر الجنين أو الجسم ومنها ما يظهر كامتداد مضطرد في آخر العمود الفقري فيفسره مؤيدوا التطور على أنه بقايا ذيل قصير من سلف الإنسان الحيواني، إذ أن الأطباء يعرفون ما لهذه الفقرات العصعصية من فوائد لا يستغنى عنها[٩٣]، مثلا في ربط عدد مهم من العضلات والأربطة والأوتار مما يجعل الأطباء يترددون كثيرا في حال قرروا استئصاله، حيث له بنية داعمة لحمل وزن الجسم عند جلوس الإنسان وبالأخص عند ميله إلى الخلف يتلقى العصعص الجزء الأهم من الوزن، كما يدعم العصعص من جهته الداخلية اتصال عدد من العضلات المهمة للعديد من الوظائف في أسفل الحوض، فعضلات العصعص تؤدي دورا مهما مثلا في إخراج البراز، كما يدعم العصعص تثبيت الشرج في مكانه، أما من جهته الخلفية فيدعم العضلة الألوية الكبرى التي تمد الفخذ إلى الأمام عند المشي وتتصل الكثير من الأربطة بالعصعص[٩٤]، وقد عايش المرضى الذين صدقوا الأطباء التطوريين أكبر العناء عندما عملوا بكلامهم في أنه لا مضاعفات عند إزالة هذه الفقرات باعتبارها أعضاء ضامرة، وكحل سهل أمامهم لعلاج الالتهاب المزمن لتلك الفقرات الناتج عن السقوط أو الكسر أو الشرخ، فعند إزالته يشتكي المريض، فقد انتشرت عملية إزالته فترة من الزمن، ثم أصبحت الآن سيئة السمعة ومتروكة مرة أخرى[٩٥]، فقد برزت وظائف للأعضاء التي كانوا يصفونها بأنها ضامرة، ففي الماضي مدعوما بفكرة أن هذا العضو عصعص كان ضامرا أو غير مطلوب، كان الجراحون يزيلون هذه العظمة لأي شخص ما بدون استثناء كما كان بشكل روتيني مع اللوزتان، لكن ذلك أدى إلى مشاكل حادة للمريض لأن العصعص يعمل مثل نقطة المرساة الحاسمة للكثير من المجموعات العضلية المهمة، فضحايا استئصال العصعص أو إزالة عظم الذيل كما كانوا يسمونها في الماضي تعرضوا كنتيجة لذلك إلى صعوبة في القعود والوقوف، وصعوبة في إنجاب الأطفال وصعوبة في الذهاب إلى الحمام في وقته[٩٦].
نتوء الأذن في الإنسان
يتحدث التطوريون عن عضلة الأذن التي تربطها بفروة الرأس وتثبتها في جمجمته فيقارنونها بنفس العضلة عند الحيونات التي تستطيع بها تدوير أذنيها في اتجاه الصوت لقلة التشكيلات الدقيقة في صيوان الأذن بعكس الانسان فلا يحتاج للالتفات إلى اتجاه كل صوت وإنما بالتجاويف المعقدة التصميم في صيوان أذنه يستقبل الصوت ويحدد مصدره من أي اتجاه، وتارة أخرى يتحدثون عن نتوء الأذن وهو نتوء أو منطقة سميكة صغيرة تظهر زائدة في أعلى صيوان الأذن المحيط أو حديبة صيوان الأذن، حيث ذكرها داروين في أصل الأنواع كإحدى الدلالات الباقية على التطور إذ يقابلها في القرود والشمبانزي مثلا النتوء المعروف أعلى الأذن والذي تتحكم فيه عضلات خاصة توجه أذن تلك الحيونات جهة الصوت، لكن كلامهم لم يكن صحيحا،إذ لو كان كلامهم صحيحا لكان ذلك البروز يجب وجوده في كل البشر كصفة غير منقولة من السلف الأقدم على شجرة التطور كما زعموا، لكن الواقع يشهد ويثبت العلم أن هذا النتوء هو تغير خلقي غير ثابت في الإنسان، حيث تبلغ نسبة البشر الذين يظهر فيهم ذلك النتوء أو تلك الحديبة 10.4 في المائة فقط[٩٧]، ولذلك اعتبروه صفة سائدة أي من جين سائد ورغم ذلك فقد اعترفو بأن المالكين لهذا الجين لا يظهر لديهم النتوء بالضرورة أيضا، وحتى الذين تحدثوا منهم عن عضلة أذن الإنسان وأنها هي العضو الأثري الباقي من عضلة أذن أشباه القرود والشمبانزي فقد فاتهم أن هذه العضلة في الإنسان هي التي تربط صيوان الأذن بفروة الرأس وتثبيتها في جمجمته[٩٨]
حلمات الذكور في الثدييات والإنسان
الشائع أن أغلب ذكور الثدييات لهم حلمات وبنفس العدد مثلا حلمتين في ذكور الإنسان مثل إناثه وست حلمات في ذكور القطط مثل إناثه، هذه الحلمات ليس لها وظيفة الرضاعة فحسب، وليست زائدة وأثارية، بل لهرموناتها دور في تحديد وظهور وتفعيل نوع جنس الجنين[٩٩]، فأول اكتشاف هرموني كان سنة 1902 ثم توالت الاكتشافات وإلى اليوم عن عدد كبير جدا من الهرمونات في جسم الإنسان، فالجنين البشري يحمل في طوره الجيني الأوَلي قابلية التمايز لذكر أو أنثى في نفس الوقت ولذلك فكل الأجنة تحمل الحلمات في البداية ثم يأتي دور الهرمونات حسب الكروموسومات الجنسية X أو Y لتفرز الهرمونات الخاصة التي ستعمل على ظهور الذكورة أو الأنوثة وملحقاتها في الجسم، فالجنين البشري يحمل en:Paramesonephric duct (قناة الكلية الجنينية الوسطى الإضافية) التي يمكن أن تتحول إلى الجهاز التناسلي الأنثوي وفي نفس الوقت أيضا يحمل en:Mesonephric duct (قناة الكلية الجنينية الوسطى) والتي يمكن أن تتحول إلى الجهاز التناسلي الذكري، وكذلك يحمل الجنين في ذلك الوقت المبكر نتوءا جنسيا واحدا هو الذي سيتمايز إما إلى القضيب الذكري أو البظر الأنثوي، فإذا كان الجنين مثلا يحمل كروموسوم الذكورة Y فسوف تنمو له خصية جنينية ليحدث في المقابل ضمور للمبيض، حيث تفرز الخصية الجنينية عامل مثبط لنمو قناة موليريان وكذلك تفرز هرمون تستوستيرون ومشتقا آخر اللذان يساعدان قناة وليفيان في النمو ومعها البربخ والأنبوبة المنوية والحويصلة المنوية وكذلك غدة البروستاتا[١٠٠]. ونفس الوضع المقابل في حالة الأنوثة فالجنين يكون جسده في بدايته يحمل قابلية للتحور، لأن الامر ليس حتمي لإمكانية وقوع خلل في الهرمونات، فوجود الحلمات في ذكور الثدييات عموما لا صلة بينه وبين ما يقوله الداروينية أنه زائد ومن بقايا التطور، فلا هو عضو كان يعمل في الماضي ثم حدث له ضمور وإلا فذكور الثدييات كانت ترضع الصغار هي أيضا إلى أن تخلت عن هذا الدور بلا سبب، ولا هو علامة عن تطور الذكور من الإناث، فضلا عن كمال الشكل الإنساني به والجامع بين نوعي الذكر والأنثى في تكوين خارجي واحد مشترك[١٠١][١٠٢].
الثنية الهلالية بعين الإنسان
(الثنية الهلالية للملتحمة) وهي الغشاء الرقيق الذي يوجد في الجزء الداخلي من جانب العين ملتحما معها على شكل قوس أو هلال، حيث يزعم مؤيدوا نظرية التطور أنه من بقايا الجفن الثالث أو الرامش أو الراف في الحيونات، وهذا خطأ فيكفي أن وجود هذا الجفن في فروع متباعدة على شجرة التطور المزعومة يبطل احتمالية أن يكون هناك سلف مشترك، وذلك لأنه يوجد في متقطع من الأسماك والزواحف والطيور والثدييات معا، وللخروج من هذه المعضلة تم اللجوء إلى الزعم الصدفوي لوقوع التطور وهو تطابق وتشابه نفس نتائج التطور العشوائي في أكثر من فروع الكائنات الحية وبدون علاقة بينهم، أو ما يعرف باسم التطور التقاربي أو المتوازي، والصواب أن هذا الجفن الثالث أو ذلك الغشاء هو علامة من أقوى علامات التقدير السابق والغائية والهدف في الخلق وتنوعه بحسب الحاجة، ولا علاقة بينه وبين الطفرات العشوائية ولا التطور الصدفي المزعوم، ويمكن تلخيص فائدته في الحيونات بالتالي: الترطيب، الحماية، الرؤية في وجود الماء أو الرياح الشديدة أو أشعة الشمس، وقد يكون يتحرك ذلك الجفن أو الغشاء أفقيا أو رأسيا، فيُرى مثلا في الطيور يحميها أثناء الطيران في اتجاه الشمس وأعينها مفتوحة فيحميها من أشعتها، وكذلك في الطيور الجارجة يحمي عيونها من صغارها أثناء إطعامهم، وفي الجمال يحميها من رمال الصحراء ورياحها، وفي الدببة القطبية يحمي أعينها من عمى الثلج الأبيض، ويحمي سمك القرش من فريسته أثناء التهامها، وفي الحيونات الغواصة كخراف البحر والقناديس ويوفر لها رؤية واضحة تحت الماء، وفي حين يعمل على حماية بعض الحيونات الغواصة الأخرى من الرمال التي قد تعلق بها عند خروجها للبر مثلا، وهكذا يتبين أن كلها وظائف محددة ومعروفة ومفيدة، فيدور التساؤل عن سبب تخلي الانتخاب الطبيعي عن مثل هذه الوظائف للإنسان لو كانت هذه الثنية الهلالية في عينه هي ضامرة وبقايا تطور ولا فائدة منها كما يفترض التطوريون. ولكن كل ذلك يزول عند معرفة أنه لذلك الجزء أهمية كبيرة في الإنسان لترطيب عينه باستمرار وتسييل الدموع بانتظام وهو ما سيتضح بكل سهولة إذا أصابه عطب أو مرض أو خلل[١٠٣].[١٠٤].
شعر جسم الإنسان والقشعريرية
تدعي الداروينية أن القشعريرة موروث سلوكي أثري من الحيوانات البدائية، فالإنسان ينتصب شعر جسده عند الخوف أو البرد وهذا يطابق ما تفعله الحيوانات حيث تحافظ على دفء جسدها بحبس الهواء حين ينتصب شعرها أو لتبدوا أكبر حجما فتخيف أعدائها، فالداروينية تدعي أن الإنسان فقد شعر جسده وفرائه خلال رحلة التطور المزعومة وبقي مكانه شعر خفيف دقيق وبصيلات، ولكن العقل لا زال موجودا متوارثا وهو ما نحسه بالقشعريرة، وباعتبار شعر الجسم عضوا أثريا بدون فائدة فكذلك يكون سلوك القشعريرة الذي يسبب انتصاب شعر الجسم بلا فائدة، فادعائهم ليس صحيحا لأنه لو كان سلوك القشعريرة رمزيا وأثريا متوارثا عن أسلاف مزعومة نتيجة للخوف أو البرد، فكيف يتسنى تفسير حدوثها كرد فعل للعواطف البشرية الخالصة[١٠٥]، فلم يكن لأسلافنا المزعومين حس مرهف تجاه الموسيقى وتوارثه البعض عنهم[١٠٦]، إذن لا يصح الافتراض من قبل الداروينية بالاستناد إلى تشابه أحد أسباب القشعريرة حيث توجد أسباب أخرى بشرية خالصة، فالقشعريرة ظاهرة فسيولوجية بالغة التعقيد مرتبطة بعشرات الأسباب وانتقاء أحد أسبابها مثل رد الفعل للبرد والخوف، ولا يمكن تجاهل العوارض البشرية الخالصة المرتبطة بالمشاعر. يمكن تعريف القشعريرة بأنها استجابة فسيولوجية متعلقة بوظائف كثيرة ومترابطة، فهي وسيلة من وسائل حفظ حرارة الجسم على انتصاب الشعر الدقيق الموزع في أماكن الجسم وتنظيمها، حيث تعمل عضلات معينة تسمى عضلات ناصبة للشعر، التي يحدث بها فقد أكثر للحرارة كالذراعين والساقين ويصنع حواجز رقيقة من الهواء غير المتحرك الملامس للجسد ويحبسها بجانبه، لذلك يلاحظ كثافة بالشعر بتلك المناطق، فالشعر يلعب دورا في السيطرة على حرارة الجسم من خلال توفير العزل ضد فقدان الحرارة المفاجيء[١٠٧]، وظيفة أخرى للقشعريرة تتمثل في نقل إفرازات الغدد الدهنية الموجوة بمسام الجلد فيما يعرف بعملية التشحيم وذلك أثناء حدوثها، وهنا تتضح أهمية قصوى لشعر الجسم فالغمد الجدري الخارجي لبصيلة الشعر هو خزان للغدد الدهنية، وخلايا غمد والسيتوكينات وغيرها من مستقبلات عامل النمو التي تساعد على تجديد الجذر الخارجي، أيضا تفرز الكيراتينات وإصلاح طبقة البشرة بعد الإصابة حيث يمكن للخلايا الطلائية في غمد الجذر الخارجي العلوي استعادة وعلاج الجروح المتقرحة في حين لا يمكنها استعادة الخلايا المفقودة بسبب الأشعة فوق البنفسجية، فعندما تنقبض ينتصب شعر الجسم بهذه الأماكن لكن في وجوه البشر تقوم هذه العضلات بمهمة مختلفة كليا وأكثر وضوحا لذلك لا ينتصب شعر الوجه، حيث يتحكم الجهاز العضلي الجلدي بالتعبير عن الانفعالات المختلفة مثلا الابتسامة والتجهم وكافة الانفعالات والخلجات والمشاعر الإنسانية والتي تنعكس على الوجه بعكس وظيفته في وجوه الحيونات حيث يتحكم في المضغ وحركة الفم، بالإضافة لأهمية توزيع شعر الجسم بكثافة مختلفة على مناطق الجسد لحكمة بالغة، وتوزيع العرق وسحبه وتبخيره لتبريد تلك المناطق، فمعظم البالغين لديهم حوالي 5 ملايين من بصيلات الشعر بأجسادهم، ولا يختلف هذا العدد من الشعرات في سائر القردة كما يدعي الداروينيين بأنها عضو أثري في طريق التلاشي، بل فقط هناك اختلاف لطبيعة وسمك تلك الشعرات، ولذلك أهمية بالغة في تنظيم حرارة الجسد، فالإنسان بخلاف معظم الثدييات يمتلك غدد عرقية بسائر جسده ويشاركه في ذلك أنواع قليلة جدا كالخيول مثلا، ولذلك فإن للشعر دور حيوي في سحب وتوزيع وتبخير العرق لمعادلة حرارة الجسم، فشعر الإنسان كذلك يعمل كمستقبِل حسي فائق الحساسية، حيث ترتبط نهايات بصيلات الشعر بألياف عصبية تستجيب للمسه، فالشعر يستجيب للمؤثرات الخارجية ونقل رسالة إلى النظام العصبي، فيمكن القول بأن شعر الجسم يتصرف مثل هوائيات لاستقبال إشارات حسية، فبصيلات الشعر في كثير من الأحيان تكشف عن المحفزات الميكانيكية فوق الجلد عن طريق حركات الجلد والشعر الخفيفة مثل القشعريرة، وتقوم خلايا لانغرهانس بتنشيط الجهاز المناعي عند الحاجة[١٠٨]. يساهم الشعر أيضا في توفير حماية من العناصر الخارجية والأتربة، فألياف الشعر تشكل طبقة واقية على سطح البشرة للحماية من الحشرات والأشعة الكهرومغناطيسية، ويمثل شعر الجسم جرس إنذار حقيقي ومستكشف للبق وحشرات الجسم التي قد تكون سبب موت الإنسان وذلك بنقلها لأمراض مثل الطاعون والتيفوئيد، فالشعر الناعم الرقيق بالجسد يساعد في الكشف عن الطفيليات حين تزحف على الجسد كما أنه يجعل من الصعب على تلك الحشرات أن تقوم باللدغ[١٠٩][١١٠][١١١].
جهاز جاكبسون في الإنسان
جهاز جاكبسون هو عضو متواجد داخل الأنف كجهاز شمي من نوع خاص، وهو الذي وصفه مؤيدوا التطور بأنه عضو أثري أو بغير فائدة لعدم فاعليته بوضوح كما في العديد من الحيوانات الاخرى التي تستخدم نظيره في شم الروائح أو الفيرميونات التي تعبر عن الرغبات الجنسية أو الاختيارية عند الزوج، فعلى عكس تمسكهم بهذه الأقوال جاء العلم يثبت أهمية كل جزء من الجسم وأعضائه، فهذا الجهاز الميعكي الانفي للإنسان (VNO) له نفس الخصائص في استحاثات كيميائية وحسية للتأثير غير الإرادي في الغدد الصماء بين الذكور وإناث البشر جنسيا ونفسيا، بل وفي إعطاء الإشارة لإفرار الهرمون المنشط للغدد التناسلية en:Gonadotropin من الغدة النخامية، هذا وأبحاث أخرى تظهر تأثر النساء البالغات خصوصا برائحة عرق الرجال وتمييزها الدقيق بينها وربطها برائحة عرق الآباء بواسطة هذا الجزء الهام في الأنف ولذلك وصف بأنه الحاسة السادسة[١١٢]، حيث يلعب دورا في التقاط أنواع من الروائح الجنسية للفرميونات، وجاءت الأبحاث الفيسيولوجية لتثبت تفرد الإنسان في تركيب وفيسيولوجية ذلك العضو ودوره في حض الجهاز العصبي من الغدة النخامية، وجاءت هذه النتائج الجديدة تقدم معلومات داعمة لنظام وظيفي في عضو جاكبسون للبشر البالغين[١١٣][١١٤].
الجينات الخردة في الإنسان
هي التي سماها مؤيدوا نظرية التطور Junk Gene وتحتل مساحات شاسعة من الحمض النووي الوراثي مقارنة بالأجزاء الصغيرة التي تحمل جينات التي اعتقدوا أنها بلا وظائف وأنها بقايا تطورية ثم بعد ذلك ظهرت وظائف كلية لهذه المساحات الشاسعة في تنظيم عمليات نسخ الجينات ومتى تبدأ وكيف تنتهي أو تتوقف أو تتغير ظهورها أو تتراكب وغيرها، وقد بدأت دراسات عن تلك المناطق الكثيرة المفيدة منذ 2002[١١٥]، فقد تغيرت نظرة الباحثين والعلماء إلى الحمض النووي الذي كان يسمى الخردة أنه بدأت تظهر لهم العديد من الفوائد[١١٦][١١٧]، فما كان يعرفه مؤيدوا نظرية التطور سابقا كحمض نووي خردة تحول إلى منبع للكنوز المخفية[١١٨][١١٩].
انظر أيضا
- ↑ Mark Czarnecki, "The Revival of the Creationist Crusade", MacLean's, January 19, 1981, p. 56
- ↑ Holden, Constance. "The Politics of Paleoanthropology" Science, 8-14-81, p.737
- ↑ .T Neville George, Fossils in Evolutionary Perspective, Science progress vol, 48 janury 1960, p3
- ↑ Dr David Raup , Curator of geology, Field Museum of Natural History in Chicago
- ↑ Louis Bounoure: as quoted in "The Advocate", Thursday 8 March 1984, p. 17
- ↑ Søren Løvtrup, Darwinism: The Refutation of a Myth (New York: Croom Helm, 1987), p. 422
- ↑ 42 Fallacies - Free eBook
- ↑ Dr. Tim White- Evolutionary anthropologist -University of California at Berkeley - New Scientist, April 28, 1983, p. 199
- ↑ Donald C. Johanson & M. A. Edey, Lucy: The Beginnings of Humankind, New York: Simon & Schuster, 1981, p. 250
- ↑ Science News, Vol 115, 1979, pp. 196-197
- ↑ Ian Anderson, New Scientist, Vol 98, 1983, p. 373
- ↑ Russell H. Tuttle, Natural History, March 1990, pp.61-64
- ↑ H.yahya, The Evolution Deceit: The Scientific Collapse of Darwinism and its Ideological Background, p 98-99-100
- ↑ A. J. Kelso, Physical Anthropology, 1.b., 1970, pp. 221; M. D. Leakey, Olduvai Gorge, Vol 3, Cambridge: Cambridge University Press, 1971, p. 272
- ↑ oldest humanlike hand bone discoverd بتاريخ 18-8-2015
- ↑ The Guardian, 11 July 2002
- ↑ John Whitefield, “Oldest member of human family found,” Nature, 11 July 2002
- ↑ D. L. Parsell, “Skull Fossil From Chad Forces Rethinking of Human Origins,” National Geographic News, July 10 2002
- ↑ M. Schweitzer and T. Staedter, 'The Real Jurassic Park', Earth , June 1997 pp. 55-57
- ↑ Morell, V., Dino DNA: The hunt and the hype, Science 261(5118):160-162, 9 July 1993
- ↑ Mary H. Schweitzer, Jennifer L. Wittmeyer, John R. Horner, Jan B. Toporski, Soft-Tissue Vessels and Cellular Preservation in Tyrannosaurus rex, Science, March 25, 2005
- ↑ Cocktails! C14, DNA, collagen in dinosaurs indicates geological timescales are false http://www.uncommondescent.com/…/cocktail-c14-dna-collagen…/ Western Pacific Geophysics Meeting in Singapore 2012
- ↑ Mark Armitage http://www.uncommondescent.com/…/mark-armitage-possibily-t…/ 2013
- ↑ Scientists recover T. rex soft tissue 2015
- ↑ Schweitzer's Dangerous Discovery 2016
- ↑ Is This the Face of Our Past?” Discover, December 1997, pp. 97-100
- ↑ D. Johanson, Blake Edgar, From Lucy to Language, p. 173
- ↑ Boyce Rensberger, Washington Post, 19 October 1984, p. A11
- ↑ D. Johanson, Blake Edgar, From Lucy to Language, p. 169
- ↑ The New York Times, "Fossil Discovery Threatens Theory of Birds' Evolution" , عدد 23 يونيو سنة 2000
- ↑ Carl O. Dunbar, Historical Geology, John Wiley and Sons, New York, 1961, p. 310
- ↑ L. D. MARTIN, J. D. STEWART, K. N. WHETSTONE, THE AUK, VOL. 97, 1980, P. 86.
- ↑ L. D. MARTIN, "ORIGINS OF THE HIGHER GROUPS OF TETRAPODS," ITHACA, COMSTOCK PUBLISHING ASSOCIATION, NEW YORK, 1991, PP. 485-540
- ↑ S. TARSITANO, M. K. HECHT, ZOOLOGICAL JOURNAL OF THE LINNAEAN SOCIETY, VOL. 69, 1980, P. 149; A. D. WALKER, GEOLOGICAL MAGAZINE, VOL. 117, 1980, P. 595
- ↑ A.D. WALKER, AS DESCRIBED IN PETER DODSON, "INTERNATIONAL ARCHAEOPTERYX CONFERENCE," JOURNAL OF VERTEBRATE PALEONTOLOGY 5(2):177, JUNE 1985
- ↑ Pat Shipman, "Birds do it... Did Dinosaurs?", new scientist, febrwary 1997, p31
- ↑ "Old Bird", Discover, March 21, 1997
- ↑ اصطياد سمكة سيلاكانث بتاريخ 21 يناير 2003
- ↑ Malcolm Muggeridge, The End of Christendom, Grand Rapids, Eerdmans, 1980, p. 59
- ↑ Stephen Jay Gould, "Smith Woodward's Folly", New Scientist, February 5, 1979, p. 44
- ↑ Kenneth Oakley, William Le Gros Clark & J. S, "Piltdown", Meydan Larousse, Vol 10, p. 133
- ↑ End as a Man- Time Magazine 30 Nov 1953 retrieved 11 November 2010
- ↑ Stephen Jay Gould, "Smith Woodward's Folly", New Scientist, April 5, 1979, p. 44
- ↑ التطور التجربة الكبرى - المجلد 1 ص 143 بالإنجليزية Evolution: The Grand Experiment - Volume 1 by Dr Carl Werner, pg 143
- ↑ Evolution: The Grand Experiment - Volume 1 by Dr Carl Werner, pg 219
- ↑ أيقونات التطور - جوناثان ويلز :ص110 : ص111 - دار الكاتب؛ الطبعة العربية
- ↑ Forensic palaeontology: The Archaeoraptor forgeryمجلة ناتشر تنتقد مؤسسة ناشيونال بنشرها خبر أحفورية أركيورابتور المفبركة. نشر بتاريخ 29 مارس 2001
- ↑ Tim Friend, "Dinosaur-bird link smashed in fossil flap," USA Today, 25 January 2000, (emphasis added
- ↑ Gish, Duane T., 1985. Evolution: The Challenge of the Fossil Record, El Cajon, CA: Creation-Life Publishers, p. 190
- ↑ W. K. Gregory, "Hesperopithecus Apparently Not An Ape Nor A Man", Science, Vol 66, December 1927, p. 579
- ↑ Tim Bromage, New Scientist, vol 133, 1992, p. 38-41
- ↑ J. E. Cronin, N. T. Boaz, C. B. Stringer, Y. Rak, "Tempo and Mode in Hominid Evolution", Nature, Vol 292, 1981, p. 113-122
- ↑ C. L. Brace, H. Nelson, N. Korn, M. L. Brace, Atlas of Human Evolution, 2.b. New York: Rinehart and Wilson, 1979
- ↑ Alan Walker, Scientific American, vol 239 (2), 1978, p. 54
- ↑ New scientist: Baboon bone found in famous Lucy skeleton نشر بتاريخ 10 أبريل 2015
- ↑ Time, November 7, 1979, pp. 68- 69Dr. Yves Coppens, appearing on BBC-TV in 1982, stated that Lucy’s skull was like that of an ape/
- ↑ embarrassingly un-Homo like Science 81, 2(2):53-55
- ↑ J. Cherfas, New Scientist, (97:172 [1982]
- ↑ Science Newsletter, 1982, p. 4
- ↑ Science et vie, Adieu lucy, May 1999
- ↑ 41. Ann Gibbons, “Plucking the Feathered Dinosaur,” Science, vol. 278, no. 5341, 14 November 1997, pp. 1229 – 1230
- ↑ the film more about ida
- ↑ http://www.sciencedaily.com/releases/2009/05/090519104643.htm
- ↑ Complete Primate Skeleton from the Middle Eocene of Messel in Germany: Morphology and Paleobiology
- ↑ Anthropologists say fossil was not 'missing link'
- ↑ fossil ida nature magazine revelation
- ↑ oh ida where have thee gone
- ↑ http://news.sciencemag.org/sciencenow/2009/05/19-01.html
- ↑ darwin fossile ida hype
- ↑ Fifth edition (1869), Chapter IX, ‘On the Imperfection of the Geological Record’, pp. 378-381
- ↑ ٧١٫٠ ٧١٫١ Why the fossils from the Cambrian era rock the foundations of Darwinism
- ↑ Explaining the Cambrian “Explosion” of Animals’, Annual Review of Earth and Planetary Sciences 34, pp. 362-3 (2006)
- ↑ On the Origin of Phyla’, University of Chicago Press (2004), p. 35
- ↑ DIGITAL CAMERAS WITH DESIGNS INSPIRED BY THE ARTHROPOD EYE بتاريخ 2013
- ↑ On Methuselah’s Trail: Living Fossils and the Great Extinctions’, W. H. Freeman (1992), p. 36
- ↑ Why the fossils from the Cambrian era rock the foundations of Darwinism 2012
- ↑ Futuyma D.J. 1995. Science on trial: the case for evolution. Sunderland, MA: Sinauer p49 ISBN 0-87893-184-8.
- ↑ Dr. Duane T. Gish: Evolution? The Fossils say no, creation-life publishers, san diego, california, pp 180-181
- ↑ S. R. Scadding, "Do 'Vestigial Organs' Provide Evidence for Evolution?", Evolutionary Theory, Vol 5, May 1981, p. 173
- ↑ أخبار الطب اليومية: The Appendix Protects Us From Germs And Protects Good Bacteria 9 أكتوبر 2007
- ↑ H. Enoch, Creation and Evolution, New York: 1966, pp. 18-19
- ↑ Aabaco
- ↑ Weston A. Price “Nutrition and Physical Degeneration : A Comparison of Primitive and Modern Diets and Their Effects” Written in 1939 the book at Amazon.com (8th edition, 2008)
- ↑ Nutrition and Physical Degeneration
- ↑ العلم المباشر: مشاكل انحشار ضرس العقل
- ↑ دراسات واسعة النطاق تتجه عكس ما يروجه مؤيدوا نظرية التطور
- ↑ The effect of removal of all third molars on the dental arches in the third decade of life بتاريخ 12 يناير 1994
- ↑ Clinical relevance of third permanent molars in relation to crowding after orthodontic treatment. 1997
- ↑ ألفا: أضرار إزالة أضراس العقل وخطرها
- ↑ The effect of extraction of third molars on late lower incisor crowding: a randomized controlled trial بتاريخ 25 ماي 1998
- ↑ دراسة أمريكية: عمليات إزالة أصراس العقل بالولايات المتحدة الأمريكية وما يصاجبها منم أخطار The Prophylactic Extraction of Third Molars: A Public Health Hazard
- ↑ Opinions of American and Swedish orthodontists about the role of erupting third molars as a cause of dental crowding
- ↑ Saladin (2003), p 268
- ↑ Foye (2008), eMedicine
- ↑ Shute, Evan, Flaws in the Theory of Evolution, Craig Press 1961, page 40; cited in Ref. 7, page 34
- ↑ [Bergman, J. and Howe, G., “Vestigial Organs” Are Fully Functional, pages 32–34, Creation Research Society Books, 1990. ]
- ↑ Ruiz، A. (1986). "An anthropometric study of the ear in an adult population". International Journal of Anthropology 1: 135–43. doi:10.1007 /BF02447350
- ↑ نتوء الأذن Vestigial organs: Remnants of evolution ماي 2008
- ↑ Life's Little Mysteries - Episode 39 6 نونبر 2009
- ↑ Drury and Hawlett,2000
- ↑ حلمات الذكور والتحفيز الجنسي,Is the human male nipple vestigial?
- ↑ حلمات الذكور Nipples Men
- ↑ The Conjunctiva—Structure and Function DARLENE A. DARTT. ch2
- ↑ THE EYE jhon V. Forrester, 2992
- ↑ القشعريرة والعواطف البشرية الخالصة
- ↑ كارتان: الاسلاف المزعومة والموسيقى
- ↑ Controlled stimulation of hair follicle receptors 1974
- ↑ البصيلات والقشعريرة والخلايا لانغرهانز ووظائف شعر جسم الإنسان
- ↑ دراسة علمية في جامعة شيفيلد ببريطانيا: شعر جسمك قد ينقذ حياتك
- ↑ الشعر يحمي من العناصر الخارجية والأتربة
- ↑ دور الشعر في حماية الجسم من الحشرات
- ↑ فاعلية جهاز جاكبسون في الإنسان وفائدته في البشر البالغين
- ↑ Human Vomeronasal Organ Dr. Michael Meredith, FSU
- ↑ Recent progress in the neurobiology of the vomeronasal organ 1 غشت 2002
- ↑ الجارديان البريطانية: مناطق مفيدة من المساحات الشاسعة للجينات الخردة
- ↑ الواشنطن بوست: علماء يكتسفون فوائد جينات الخردة
- ↑ [ http://www.sciencedaily.com/releases/2002/08/020830072103.htm الساينس ديلي: تغير نظرة الباحثين إلى الحمض النووي الخردة]
- ↑ idden Treasures in Junk DNA
- ↑ Junk DNA not as worthless as once thought 2014