نبي

من Wiki Tanweer
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عرف الإنسان منذ القدم كلمة النبوة، فقد وجدت في جميع اللغات واللهجات، غير أن استعمالاتها تعددت وتنوعت. وهي كلمة جاءت في القرآن كثيرًا، وتعني لغة اخبار البشر من قبل الله بالأحداث والوقائع المقبلة معهم. ولكل نبي سفره في العهد القديم، وكتبهم هي موضع دراسة لمعرفة نبؤاتهم للمستقبل.

النبي في الإسلام

في الإسلام، النبوة لغة: النبوة والنباوة الأرتفاع، أو المكان المرتفع من الأرض. والنبى: العلم من أعلام الأرض التي يهتدى بها، ومنه اشتقاق "النبى" لأنه أرفع خلق الله، وذلك لأنه يهتدى به. النبأ: الخبر، يقال: نبأ، ونبأ وأنباء: أخبر، ومنه: النبى، لأنه أنبأ عن الله.

وحين نزل القرآن الكريم على رسول الله محمد حدد معنى كلمة "النبوة"، فوضح أن النبى هو من نزل عليه وحي الله وأمر بتبليغه للناس، فهو ليس ساحرا، لأن الفلاح لا يكون حليفه، يقول الله تعالى في القرآن: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} سورة طه:آية 69، كما أن مايبلغه عن ربه ليس شعرا، يقول الله عز وجل في القرآن: {وما هو بقول شاعر قليلا ماتؤمنون} سورة الحاقة: آية 41، فلا ينبغى أن يقرن النبى بالشاعر، أو بمن يلقى الكلام بصوت جهورى، كما كان ذلك معروفا عند قدماء اليونان، كما أنه ليس كاهنا كما كان معروفا عند قدماء المصريين، إذ نص القرآن الكريم عنه هذه الصفة، فذكر القرآن: {ولابقول كاهن قليلا ماتذكرون}سورة الحاقة: آية 42.

فإذا بين القرآن الكريم أن النبى ليس شاعرا ولاكاهنا، فالأولى أن ينفى عنه وصفا كان يطلقه بعض الناس على المشعوذين باسم الدين، وهو الجنون المقدس، فذكر القرآن: {ما أنت بنعمة ربك بمجنون} سورة القلم: آية 2، أي ما أنت بهذا الذي نزل عليك من الله بواحد من هؤلاء الذين كانوا يعرفون بين الناس بأنهم "مجاذيب"، أو لديهم "جنون مقدس". وأخيرا لست ممن يتخذون العرافة والتنبؤ بالغيب حرفة لهم، فلا يلتبس ما تبلغه عن الله بكلام من يدعون أنهم يعرفون الغيب، يقول الله: {فقل إنما الغيب لله فانتظروا إنى معكم من المنتظرين} سورة يونس: آية 20، ويقول: {وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلاهو}سورة الأنعام:آية 59، ويقول: {قل لا أقول لكم عندى خزائن الله، ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنى ملك، إن أتبع إلاما يوحى إلى، قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون} سورة الأنعام:آية 50. وبهذا فرق الإسلام بين النبوة الإلهية، وبين ملابساتها من الكهانة، والعرافة، والقيافة، والفراسة، كما أنه حدد استعمالات الكلمة، فلا تطلق إلا على من نزل عليه الوحي من الله، فلم يعد من المستساغ عقلا، ولا من الجائز شرعا أن تطلق على الكهنة، أو على من يدرسون الشريعة ويعلمونها للناس، بالتالى لا تطلق على السحرة والمنجمين، ولا على المجانين والمشعوذين في طريق الدين، فلم يبق من الاستعمالات القديمة لكلمة "النبوة" إلا إطلاقها على أصحاب الرؤيا الصالحة، التي تكون مقدمة وإرهاصا لنزول الوحى على من اختصه الله بهذه الرؤيا، كما حدث للنبي يوسف، يقول الله: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين} سورة يوسف: آية 4.

"النبوءة" و"النبوة": الإخبار عن الغيب، أو المستقبل بالإلهام، أو الوحى.